يشارك الأزهر الشريف بجناح خاص في دورته ال50، والمقامة بمركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس، وذلك حرصًا من الأزهر الشريف على التواصل مع جميع فئات المجتمع وتعريفهم بما يقوم به من جهود لإرساء السلام المجتمعي، ومحاربة الفكر المتطرف، وإرساء قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والثقافة المصرية. ولأول مرة تعرض مكتبة الأزهر نوادر المخطوطات والمطبوعات وبعض الوثائق النادرة والمميزة مر على نسخها أكثر من ألف عام، وذلك من خلال متحف للتراث، ويجرى تصوير المخطوط كاملا ووضعه فى كتاب يتضمن شرحًا تفصيليًا عنه وعن وتاريخ النسخ ونوع الحبر واسم الناسخ، بالإضافة للقيمة العلمية التي تعود على كل مخطوط بما يعود بالنفع على زوار المعرض. وخلال جولة "الوطن"، في المتحف، التقت أحمد كامل مدير عام العلاقات العامة بمكتبة الأزهر الشريف، الذي أكد أن دور مكتبة الأزهر هو الحفاظ على تراث علماء الإسلام والأزهر؛ فكانت هذه المخطوطات المتنوعة والتى يبلغ عددها 52 ألف مخطوط في 63 فن للمعرفة المختلفة، مضيفا: "المخطوطات متنوعة فإلى جانب مخطوطات العلوم الدنية تجد مخطوطات في الطب والتاريخ والفلك والكمياء والتربية وأداب البحث والمناظرة". وتابع "كامل"، أنه من المخطوطات الفلكية النادرة "جداول خاصة برصد القمر لإبن يونس المصري"، و"هداية أولى البصائر والإبصار إلى معرفة إجزاء الليل والنهار" للمؤلف السجاعي، مبينًا أن المخطوط يهدف إلى تعليم فاقدي البصر إلى معرفة الأوقات. كما تتوافر نوادر متعلقة في فن الطب كمخطوط "شرح العطار على نزهة الأذهان في إصلاح الأبدان" للفيلسوف داود الأنطاكي، والذي يقول فيها "حمدًا لمن عدل مزاج الإنسان وجعل راحة في نزهة الأذهان، وقالت الحكم أن المطالب نوعان خير ولذة، وهذان الشيئان إنما يتم حصولهما للإنسان بوجود الصحة لأن اللذة المستفادة من هذه الدنيا والخير المرجو في الدار الأخرى لا يصل الواصل إليهما إلا بقوة صحة". ونوه مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر، بأنه من ضمن الوثائق النادرة بالمتحف رسالة من المستشرق الإنجليزي "براون" له دراسات في علوم اللغة العربية والإسلامية، إلى الإمام محمد عبده في عام1331 هجريا، يثني على فضيلته ويشكره على ما قدمه من خدمات للإسلام والمسلمين في مختلف بلاد العالم، وكذلك رسالة الأمام محمد في بيان صفة التدريس بالأزهر الشريف. وأضاف "كامل"، أنه من ضمن الوثائق النادرة كذالك وثيقة منح الشيخ شلتوت الدكتوراة الفخرية من جامعة جونجاكارتا بإندونسيا ويرجع تاريخها لعام 1961، وقد منحتها الجامعة لفضيلته تقديرا لخدماته الجليلة والعظيمة له في ميدان الدعوة الإسلامية كما تصفها الوثيقة. وأشار إلى أن أقدم المخطوطات الموجودة بالمتحف هي "غريب الحديث لإبن سلام" والتى يرجع تاريخ نسخها لعام 311 هجريا، أي مر على نسخها 1129 فهو مخطوط ألفوي، وعكف على جمع كتابه في 40 عامًا.