«الدين لرب العالمين.. أما الوطن لينا كلنا».. هكذا لخّصت الفنانة «أنغام» مشهداً مصرياً عظيماً يضاف إلى تاريخ مصر وأبنائها، فى افتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح» ومسجد «الفتاح العليم»، مساء أمس، ذلك العهد الذى أخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى على نفسه فى 2017، حين وعد ببنائهما وإنجازهما معاً ليحتفل الهلال والصليب على أرض مصر معاً بعام جديد يمتلئ بالتحدى. ورحب «السيسى»، خلال افتتاحه للمسجد والكاتدرائية، بالحاضرين، وفى مقدمتهم الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، وقدم العزاء لكل شهداء مصر فى العمليات الإرهابية، سواء من القوات المسلحة أو المسلمين أو الأقباط.وأضاف الرئيس أنه لا يحب تعبير «الفتنة الطائفية»، مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بأن يؤثر على علاقة الأقباط بالمسلمين فى مصر، قائلاً: «هنفضل طول عمرنا واحد، وبيننا شجرة محبة غرسناها مع بعض»، مشدداً على أن «الفتن لن تنتهى»، مضيفاً: «ربنا اللى هيحفظ مصر لأجل خاطر أهلها الطيبين أوى». الرئيس يفتتح مسجداً وكاتدرائية ويهنئ الأقباط بميلاد المسيح: «هنفضل واحد».. والبابا للرئيس: «وعدت فأوفيت» وأوضح الرئيس أن الحفاظ على الأوطان هو الذى يساعد على بناء المستقبل، مقتبساً جملة للبابا تواضروس، التى قالها بعد هجوم الإرهابيين على الكنائس عام 2013: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، وأضاف: «إذا حافظنا على الأوطان ليس فقط نصلح ما دُمر ولكن نبنى جديداً»، متابعاً: «الكلمة دى والله ما هنساها لك يا قداسة البابا»، واختتم الرئيس كلمته: «كل عام وأنتم طيبين.. كل عام وأنت طيب قداسة البابا.. وعيد سعيد عليكم وعلينا.. تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر». وفى مشهد مهيب عكس وحدة المصريين، تعانق أذان مسجد «الفتاح العليم» مع أجراس كاتدرائية «ميلاد المسيح» فى سماء العاصمة الإدارية، بحضور كبار رجال الدولة وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى، وممثلى عدد من الدول العربية ورؤساء الكنائس المصرية. وبدأ الرئيس الاحتفال بالوقوف دقيقة حداداً على روح شهيد الشرطة فى حادث عزبة الهجانة الإرهابى، وهنّأ رؤساء الكنائس المسيحية بمختلف دول العالم الرئيس السيسى والبابا تواضروس الثانى بافتتاح المسجد والكنيسة. وتعليقاً على الافتتاح، كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تويتر، قائلاً: «متحمس لرؤية أصدقائنا فى مصر، وهم يفتتحون أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط.. الرئيس السيسى ينقل بلاده إلى مستقبل أكثر اتساعاً». وألقى البابا تواضروس كلمة داخل المسجد، وقال إن مصر تهتم بالقوى الناعمة فيها، حيث بُنى المسجد والكاتدرائية بأموال وتبرعات المصريين، وأضاف «تواضروس» أن الرئيس السيسى هو أول المتبرعين لبناء المسجد والكاتدرائية، مؤكداً أن المبنيين بُنيا بجهود وإبداع المصريين، مشيراً إلى أن إلقاءه كلمة داخل المسجد مناسبة تسجل فى تاريخ مصر، موجهاً حديثه للرئيس: «وعدت فأوفيت»، منوهاً بأن «السيسى» وعد فى يناير 2017 ببناء المسجد والكنيسة فى عام واحد، وأكد أن مصر تسجل الآن صفحة جديدة فى حضارتها، كما وجّه شكراً خاصاً للقوات المسلحة، التى خططت وأشرفت على إنجاز هذا العمل العظيم. شيخ الأزهر: الشرع يكلف المسلمين بحماية الكنائس.. و«ترامب»: «السيسى» نقل بلاده إلى مستقبل أكثر اتساعاً وقال شيخ الأزهر من الكاتدرائية: «افتتاح مسجد وكنيسة حدث يحدث لأول مرة فى تاريخ الإسلام والمسيحية»، مشيراً إلى أن بناء الكنائس فى الإسلام أمر محسوم، ويعتبر ضمانة شرعية لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، والشرع يكلّف المسلمين بحماية الكنائس، قائلاً: «اسألوا التاريخ ينبئكم بأن كل كنائس مصر بُنيت بعد حكم الإسلام»، وتابع: «أتقدم لأخى العزيز قداسة البابا تواضروس وكل إخوتنا المسيحيين فى مصر وخارجها، بأجمل التهانى بهذه الكاتدرائية التى ستظل شامخة بجانب المسجد الجديد، فى صمود ورمز يتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن»، وأوضح أنه «إذا كان الشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد، فالشريعة الإسلامية تكلّف المسلمين أيضاً بحماية الكنائس».