قبل الاستفتاء على الدستور آمل أن تضع كل أسرة علم مصر على شرفتها مهما كانت الشرفة صغيرة ومهما كانت مساحتها ضئيلة. أريد الأعلام المصرية ترفرف فى كل زوايا مصر المجيدة، أريد لأية كاميرا تلتقط صورتها أن تطبع للعالم كله مشهدا لا يمحى لأمة عريقة عظيمة وحّدها التاريخ، ووحّدها المصير ووحّدها الحب والأمل والألم. أريد العالم بأسره أن يكون شاهدا لا على الصناديق الخشبية على الأصوات الورقية، وإنما شاهد على الصناديق الجلدية، على الأصوات القلبية، فالأولى تحوى أوراقا قد يبدلها الظلم أو الجهل أو الزور أو القهر، أما الثانية فهى باللحم والدم والأعصاب حكاية شكلها رب الأرباب. أريد أن نطلع العالم لا على مغاليق صناديق أصواتنا وإنما على مغاليق قلوبنا وأعصابنا. صدقونى علم على كل شرفة مظاهرة للتاريخ لا تشوبها غلطة، إنها التظاهر السلمى الحقيقى الوحيد الذى يعلن تصويت الأمة ويغنى للوطن أغنية من أدنى الأدوار إلى القمة، وحينها قبل إعلان النتيجة سوف نعلن بإذن الله انكشاف الغمة، صدقونى علم على كل شرفة هو انتصار ببزوغ شمس النهار للجموع أو حتى فى الليل بضوء الشموع. علم على كل شرفة مشهد سوف تلتقطه كل الكاميرات من الطائرات ومن الطرقات من قلب الشوارع أو فى جوف الحارات تتبارى فى تصويرها وتسجيلها القنوات الإقليميات الأرضيات والفضائيات من كل المحافظات، أعلام ترفرف من كل الشرفات تعلن وطنا يتحدى كل النكسات والأزمات. ودعونا نغنى مع هذا المشهد سلاما وطنيا قديما متجددا يترجم مشاعرنا فى هذه اللحظة ويغنى آمالنا وآلامنا بقوة ورحمة، نشيد يدغدغ كياناتنا إذا ما رنت موسيقاه فى أى لحظة وينبه ضمائرنا لحجم أماناتنا عبر تاريخنا بكل دقة: اسلمى يا مصر إننى الفدا إننى أرجو مع اليوم غدا ومعى قلبى وعزمى للجهاد ولقلبى أنتى بعد الدين دين لكى يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى إن رما الدهر سهامه التقيها بفؤادى واسلمى فى كل حين أرجو من كل زملائى من الإعلاميين عبر كل وسائل الاتصال أن يؤيدوا هذه الدعوة ويبلغوا بها كل المصريين عنوانها (علم على كل شرفة)، وسلام وطنى يؤكد هذه الدعوة وهو نفس سلامنا الوطنى القديم، وما أحوجنا إليه فى هذه الأيام، فإن سلامة مصر هى هدف لكل المخلصين من أبناء هذا الوطن، كما أن تدمير هذا السلام هو هدف كل الخائنين لهذا الوطن، وإلا بربكم ما الهدف الحقيقى لمثل هذه التظاهرات الزوبعات اليائسات إلا تدمير البلاد، ما سقف آمال هؤلاء المجانين؟ وهل يصدق أى طفل، فضلا عن الكبير، أن يعود هذا المرسى؟ وإن عاد، لا قدر رب العباد، فما المعنى إلا دمار البلاد؟ فكل المؤسسات الرئيسات ترفضه رفض التحريم، وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، ناهيك عن غالبية كاسحة من شعب التسعين مليونا، هل المطلوب أن يعود على جثث كل هؤلاء، أى يعود بثمن تدمير الوطن أم ربما هؤلاء يطمحون، ككل الخائنين، على كلٍ أتمنى أن أرى منذ اليوم علما على كل شرفة، وأسمع فى كل بيت سلاما وطنيا قديما جديدا يغنى لسلامة وسلام الأمة: اسلمى يا مصر إننى الفدا.