سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول أمريكي: أفكار رئيس الأركان المصري مجرد أطروحة على رفوف المكتبات ولا تثير قلقنا محللون أمريكيون: إقالة مرسي لقادة الجيش تمثل تحولا في سياسة مصر الخارجية بعيدا عن الولايات المتحدة
حازت الورقة البحثية التي كتبها رئيس الأركان الجديد صدقي صبحي قبل 7 سنوات عندما كان طالبا بالماجستير في كلية الحرب الأمريكية، على اهتمام صحيفة نيويورك تايمز، لأنها –حسب الصحيفة- "تقدم نظرة مبكرة وشاملة لطريقة تفكير الجيل الجديد من ضباط الجيش الذين يتولون القيادة في ظل الرئيس "الإخواني" محمد مرسي". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة أوباما -اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية العلاقات مع مصر- قوله إن "كثيرا من الأطروحات الأكاديمية تقدم مجموعة من الأفكار المثيرة للاهتمام، لكنها لا تتجاوز ذلك إلى الواقع، وعادة ما ينتهي بها الأمر على رفوف المكتبات... هذه الأفكار لا تسبب قلقا على الإطلاق، ونحن نعتقد أننا سنتعاون بشكل جيد مع القادة الجدد للجيش المصري". بينما يرى محللون آخرون أن التغيير الكبير في القيادات العسكرية في مصر، والذي يشير إلى التضامن مع سلطة الرئيس مرسي، يبشر حتما بهزة أكبر في العلاقات المصرية الأمريكية، ونظرا لضغوط الرأي العام على القادة المنتخبين ديمقراطيا، ناهيك عن تاريخ جماعة الإخوان والرئيس مرسي شخصيا في انتقاداتهم لسياسة الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط، "هناك ما يبرر الاعتقاد بأن إقالة مرسي لمدير جهاز المخابرات وقادة الجيش يمثل تحولا في سياسة مصر الخارجية بعيدا عن الولاياتالمتحدة.. ولكن ليس من الواضح إلى أي دولة أخرى سيكون هذا التحول، فلا توجد قوة عظمى أخرى يمكن أن تكون راعية لمصر، وربما أن القاهرة ليست في حاجة إلى طرف خارجي، فهي وحدها تمثل ربع سكان العالم العربي وتحتل موقعا استراتيجيا على قناة السويس، وهي محطة بين إفريقيا وأسيا أي أنها قوة في حد ذاتها" كما يقول ستيفن كوك الباحث في شؤون الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن "انتقادات صبحي الحادة للسياسة الأمريكية أمر ملفت للنظر، خاصة وأنه يقود الآن المؤسسة العسكرية التي كانت أقرب حليف للولايات المتحدة في العالم العربي، واعتمدت عليها أمريكا كركيزة في دعم أمن إسرائيل ومواجهة النفوذ الإيراني، ويرى المتخصصون أن ورقة صبحي البحثية تكتسب أهمية أكبر لأنها تعكس -في بعض جوانبها- آراء كثير من المصريين ورئيسهم الجديد وشعوب المنطقة والتي باتت عاملا مؤثرا في صياغة السياسة الخارجية لمصر ودول المنطقة". وأشارت الصحيفة إلى أن "المسؤولين الأمريكيين يقولون إن ثقتهم في مصر لم تهتز، وإنهم ليسوا قلقين بسبب الأفكار الواردة في ورقة صبحي أو التغييرات الواسعة في قيادة الجيش المصري، وأكد كبار المسؤولين العسكريين في البنتاجون (وزارة الدفاع) إنهم يتمتعون بعلاقات قوية وإيجابية مع الفريق صبحي ورئيسه المباشر وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي، الذي درس أيضا في كلية الحرب في واشنطن، بينما يرى المحللون أن أي تعديل قد يجري على العلاقات المصرية الأمريكية سيكون بطيئا، على الرغم من تغيير القيادة العسكرية والمدنية، لأن مصر في حاجة ماسة للمساعدات الأمريكية والغربية".