دارت، صباح اليوم، معارك دامية بين المتمردين الحوثيين الشيعة وقبيلة "حاشد" في معاقل هذه القبيلة النافذة بمحافظة "عمران" بشمال اليمن، مسفرة عن عشرات القتلى والجرحى، الذين لم تحدد حصيلتهم حتى الآن. وبدأت المعارك منذ أمس الأول، ونجا العميد هاشم الأحمر نجل الشيخ عبدالله الأحمر، شيخ قبيلة حاشد السابق من هجوم شنه مسلحون حوثيون صباح أمس، خلال مواجهات وصفتها مصادر محلية بأنها الأعنف مع قبائل حاشد في منطقة وادي خيوان بمحافظة عمران. وأكد مصدر قبلي أن أحد حراس الأحمر الشخصييين قتل مع أربعة آخرين من أقاربه، ويقود الأحمر المجاميع القبلية التي تتقاتل مع الحوثيين في عمران باستخدام شتى أنواع الأسلحة، إذ أن الطرفين مزودان بأسلحة متوسطة وثقيلة. وأكد مصدر قبلي أن "معارك طاحنة تدور منذ أول أمس الاثنين، بين الحوثيين ورجال قبائل حاشد في وادي خيوان والعصيمات ومناطق أخرى، التي تعتبر المعقل الرئيسي لقبيلة حاشد في مديرية حرث بمحافظة عمران على بعد 140 كيلومترا إلى الشمال من صنعاء". وأفاد شهود ومصادر قبلية أن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين سقطوا خلال المواجهات، التي لم تتوقف منذ ثلاثة أيام وأستخدمت فيها أنواع الأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة والصواريخ. وأعلنت جماعة الحوثى المتمردة على موقعها (أنصار الله) أن مسلحيها تمكنوا من دحر مليشيات أولاد الأحمر في وادي دنان، والسيطرة على جبل البراق والبيضاء والبركة في ساعات متأخرة من مساء أول أمس، والتي كانت تحت سيطرة القبائل الموالية للشيخ الأحمر. وأكد زعيم قبلي كذلك: "جماعة الحوثى حققوا خلال معارك أمس تقدما كبيرا فى هجوم من عدة جهات، أدى إلى تراجع مقاتلي حاشد وفرضوا سيطرتهم على عدد من المناطق التابعة للقبيلة". وصرح مصدر عسكري بأن "لجنة وساطة رئاسية برئاسة اللواء فضل القوسى، قائد قوات الأمن الخاصة وصلت مساء أمس إلى منطقة الجبل الأسود القريبة من مناطق القتال، في محاولة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق هدنة بين قبيلة حاشد والحوثيين". ولم تتمكن اللجنة من الاتصال بأي من الطرفين، نظرا لاستمرار تصاعد حدة المواجهات.