فضت الشرطة الفرنسية اعتصاماً للإخوان فى مقر القنصلية المصرية بباريس مساء أمس الأول، بعد أن حاولوا تعطيل عملية الاستفتاء على الدستور اليوم والتى تستمر حتى الأحد المقبل. وأكد مسئول فى وزارة الخارجية ل«الوطن» أن تدخل الشرطة الفرنسية جاء بناء على طلب من القنصلية المصرية فى باريس بعد استشارة وزارة الخارجية المصرية، وبعدما رفض المعتصمون الخروج سلمياً من مقر القنصلية بعد أن تسببوا فى إعاقة سير العمل داخل القنصلية وتقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجالية المصرية بفرنسا، جاءت الشرطة الفرنسية وقامت بفض الاعتصام بالقوة. وأوضح المصدر أن الشرطة الفرنسية مسئولة فقط عن تأمين القنصلية من الخارج، علماً بأن البعثات المصرية بالخارج ليست لها قوات تأمين، ومسئولية حمايتها تتم بالتنسيق مع سلطات الدول المضيفة، وبناء عليه طلبت القنصلية دخول قوات الشرطة للقنصلية المصرية لمنع عرقلة عملية الاستفتاء على الدستور اليوم. وتوجه السفير محمد مصطفى كمال، السفير المصرى فى فرنسا بنداء للجالية المصرية مطالباً إياها بضرورة المشاركة بقوة فى إبداء الرأى فى الاستفتاء على مشروع الدستور اليوم، مطمئناً أبناء الجالية على قدرة السفارة بالتعاون مع السلطات الفرنسية على حفظ أمنهم وسلامة عملية الاستفتاء ضد التهديدات التى أثارتها عناصر التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. وأكد السفير ل«الوطن» أنه حصل على تفويض من وزارة الخارجية بحرية التصرف الكامل لمواجهة تلك التهديدات، بالتنسيق مع السلطات الفرنسية. موضحاً أن عشرات من المنتمين للإخوان قامواً أمس الأول بدخول القنصلية والاحتشاد بها لتحرير توكيلات واستخراج أوراق وإتمام معاملات رسمية من القنصلية، إلا أن المسئولين بالقنصلية اكتشفوا أنها خدعة قاموا بها لدخول القنصلية والاعتصام بداخلها مطالبين بتحرير توكيلات لعودة الرئيس المعزول والدستور المعطل، وهدد المعتصمون بإفساد الاستفتاء على الدستور قائلين: «لن نسمح بوجود استفتاء على دستور الانقلاب فى فرنسا». وأوضح السفير أنه طبقاً للقانون الدولى وقواعد العلاقات الدبلوماسية لم يكن من حق الشرطة الفرنسية دخول القنصلية المصرية التى تعتبر أرضاً تابعة للسيادة المصرية، مما جعله ينتظر حتى يحصل على موافقة الخارجية المصرية بدخول القنصلية لفض الاعتصام، بشكل سلمى وإجبار العناصر الإخوانية على الخروج من داخل مقر القنصلية، إلا أن بعض العناصر تعمدت الاشتباك بالبوليس الفرنسى فتم إلقاء القبض عليهم. فى السياق ذاته، أكد الرئيس المستشار عدلى منصور أن مصر ستظل صامدة فى مواجهة ما وصفه ب«الإرهاب الأسود»، «الذى يحاول النيل من أمن واستقرار شعبها بمسيحييه ومسلميه الذين طالما برهنوا للجميع على أن وحدتهم ستظل قائمة شاهدة على عظمة هذا البلد»، حسب قوله. وأعرب «منصور» فى رسالة التهنئة التى نقلها سفير مصر بباريس مصطفى كمال، لأقباط مصر فى فرنسا خلال الاحتفال بعيد الميلاد مساء أمس الأول، عن ثقته فى أن انشغالات المصريين بالخارج بقضايا الوطن لا تحول دونه المسافات مهما يحدث، ولا سنوات الاغتراب مهما طالت. كما نقل العميد أركان حرب محمد رأفت الدش، ملحق الدفاع المصرى فى باريس وبروكسل تهنئة وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، والفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وجميع القادة والضباط.