كان لصوت أمي، شنة ورنة أيام مراهقتي الأولى، تلك الفترة العمرية التي انكشفت فيها ملامح أنوثتي، أنظر للمرآة لأجد مسحة من جمال "الكبار"، بدأت تطرأ على وجهي الطفولي البريء.. ياااااه أياااام.. كانت ماما ليها تعليمات صارمة، "أوعي ولد يقرب منك.. أوعي تتأخري بره"، حاضر يا ماما، ويأتي يوم الخميس، المعروف إلى الآن، بأنه الوقت المثالي للخروج. - ماما أنا خارجة النهاردة. - خارجة؟!!.. يعني أنت بتعرفيني إنك خارج، إنتي خلاص أخدتي القرار لوحدك؟. - لا يا ماما لا مقصدش.. أنا قصدي ممكن أخرج؟ "مع ابتسامة هبل". الطلب بالنسبة لي كان "أنا خارجة"، مهو أكيد مش قرار يعني، ماما كانت بتدقق على حاجات غريبة أوي، ومع ذلك بعد ما غيرت طريقة الطلب، بردو قلب بخناق أو على الأقل تضييق.. - نازلة فين؟ - النادي - مع مين؟ - نورا نوران - هتقعدي أد إيه برا؟ - إبقي تعالي خديني - هو إنت مش قاعدة معاهم طول النهار في المدرسة؟ - يا ماماااااااااا الخروج مختلف عن المدرسة. - الدنيا برد بلاش النهاردة.. - يوووه حرام عليكو، أنا مش قعدة لكو في البيت، هو أنا كفرت لما قلت عايزة أخرج.. - هو إنت فاكرة لما تعملي الشويتين دول هنزلك؟ - يا ماما والنبي - طيب خلاص إخرجي..