جذوره النوبية الأصيلة التي ترسم ملامح وجهه الأسمر المغطى بالشعر المجعد، وروحه الطيبة والشعور بالألفة عند مصافحته للمرة الأولى، تجبرك على صداقته، فالحديث عن موهبة التصوير الفوتوغرافي التي منحها الله له يكاد يطول، فاستطاع من خلالها أن يغوص في بحور المواقع الإلكترونية، وهو ما أكسبه شهرة وإطلالة بين المواقع الأخرى. فالمصور الصحفي محمد عبدالمنعم، الشهير ب"النوبي"، والذي تعرض لحادث أليم، الأسبوع الماضي، يرقد الآن في مستشفى الهلال الأحمر بغرفة العناية المركزة بين الحياة والموت فلا ترى إلا عيون تمتلئ بالدموع من أهل وأقارب، رافعين أيديهم يناجون الله بتمام الشفاء له والعودة سريعا إلى عالمه الصغير، الذي يتجسد في "فن التصوير". "نوبي" الولد الأسمر الذي كان يلازمه حلما بالاشتراك في مسابقة أفضل صورة فوتوغرافية على مستوى العالم، "ورلد بريس فوتجراف"، لأفضل صورة صحفية تم التقاطها لعام 2013، ولكن نبقى مسلمين بحقيقة لا شيء يعلو فوق مقدرة الله التي أرادت أن يرقد نوبي بين الحياة والموت وقت المسابقة. "نوبي" خاض تجارب عدة في مواقع إلكترونية حتى استقر بموقع "البديل"، كي يكمل مشواره بالإصرار على التقاط أشكال متنوعة من الصور، ويثبت للعالم أنه يمتلك موهبة حقيقية. أكثر ما يلفت الانتباه عندما تقوم بزيارته لغرفة العناية المركزة والديه الذين يستقبلونك بابتسامة يتخللها الحزن محاولين أن يشدا من أزر أصدقائه، سائلين الدعاء له بالشفاء.