شنت وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية، أمس، حملة تفتيشية مفاجئة على بعض مكاتب التأمينات الاجتماعية التى تتولى صرف معاش الضمان الاجتماعى، للتأكد من صحة عملية الصرف للمواطنين. وقالت د. نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية فى تصريح ل«الوطن»: الحملة المفاجئة جاءت عقب ورود عدة شكاوى إلى الوزارة تفيد بتأخر صرف معاش الضمان الاجتماعى منذ عدة أشهر. وأكدت الوزيرة أنها لن تسمح بمعاناة أى مواطن من مستحقى معاش الضمان الاجتماعى، وأنها أمرت بإرسال لجنة مفاجئة إلى المكاتب وإعداد تقرير عن آخر شهور تم الصرف فيها، ومحاسبة المكاتب المتأخرة. وأكدت «أمينة باشا» رئيس الإدارة المركزية للحماية والرعاية الاجتماعية بالوزارة أن اللجنة لم تنته من إعداد تقريرها عن المكاتب، مشيرة إلى أن الشكوى تمثلت فى مكاتب القليوبية وخاصة منطقة شبرا البلد. ورجحت «باشا» فى تصريح ل«الوطن» أن تكون عملية تأخير الصرف ناتجة عن تعطل أجهز الكمبيوتر منذ العام الماضى، مشيرة إلى أن الصرف اليدوى تم العمل به طوال هذه الفترة وحتىالآن إلى أن تتم صيانة الأجهزة. وكانت شكوى أُرسلت إلى الوزارة من حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات تفيد بأن مكاتب التأمينات تتأخر فى صرف معاش الضمان الاجتماعى، ومن بين تلك المكاتب مكتب شبرا البلد بالقليوبية الذى لم يصرف معاش الضمان للمواطنين منذ شهر مايو الماضى، بحسب نص الشكوى المرسلة للوزارة. بعد وفاة زوجها قبل ثلاثة أشهر نصحها الأقارب بالتوجه لصندوق الضمان الاجتماعى، فعائل الأسرة الوحيد قد رحل دون أن يجد لها معيناً، وأولادها لا يزالون صغاراً، فتوجهت الست «خضرة محمود السيد» وقدمت أوراقها، إلا أن الوزارة لم تجب نداءها إلى الآن. مسلم أبوغيط أحد أعضاء حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات يحكى بأسى عن تلك المرأة الثكلى وغيرها ممن يعانون الأمرّين بسبب تأخر صرف المعاش، أو حتى توفير بدل إعانة، لما يزيد عن 3 شهور. 165 جنيهاً هى كل ما تحلم به أسرة تعول فردين تبخل وزارة التضامن عن التعجيل بصرفها رغم قرب العيد: «الموظفين بيتلاعبوا بالأوراق وبيصرفوا المرتبات وبيرجعوها بعد كده»، يتحدث «مسلم» عن سبب التأخر فى أحياء شبرا البلد ومدينة السلام وكذا عزبة النخل والمرج، فكبار السن من أصحاب المعاشات لا يجيدون القراءة فيستعينون بالموظفين فى الإمضاء بدلاً منهم، وهو ما يستغله القائمون على الصرف. أكثر ما يُحزن عضو حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات هو أن وكلاء الوزارة على علم تام بما يحدث للغلابة، إلا أنهم غير مبالين: «أول ما رُحنا نقدم الشكوى لقيناهم عارفين كل حاجة.. بس هنقول إيه؟».