دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والانتقال السياسي السريع في سوريا التي يتصاعد فيها النزاع منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في مارس 2011. وقال فابيوس للصحافيين خلال زيارة الى مخيم الزعتري شمال المملكة الذي يأوي أكثر من ستة آلاف لاجئ سوري، إن "موقف فرنسا واضح: نحن نعتبر أن بشار الأسد هو جلاد شعبه وأنه يجب أن يرحل وكلما رحل مبكرا كان ذلك أفضل". وأضاف فابيوس الذي رافقه في جولته نظيره الأردني ناصر جودة "نحن موجودون على الساحة الدولية لتشجيع السوريين على إيجاد عملية الانتقال السياسي"، مشيرا إلى أن "هذا التحول السياسي يجب أن يكون على نطاق واسع ويشمل كل الشعب السوري، ويضمن حقوق الأقليات جميعها". وتابع "نأمل أن تتم إقامة حكومة انتقالية بسرعة وأن تعترف بها الدول الكبرى في العالم"، معتبرا أن "هذا سوف يسرع سقوط بشار الأسد، الذي أصبح ضرورة واضحة". وأوضح فابيوس أن "هناك أكثر من مليون شخص مهجر داخل سوريا إضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين في دول الجوار"، مشيرا إلى أن "زيارته إلى هذا المكان هي للتعبير عن تضامن فرنسا مع هؤلاء اللاجئين". وتحدث فابيوس عن اوضاع اللاجئين في المخيم. وقال "إنها تشبه أوضاع اللاجئين في كل المخيمات، وهي صعبة جدا فهم يعيشون في منطقة قاحلة مغبرة"، مشيرا إلى أن زيارته ذات طابع انساني، وإنه يحمل معه أكثر من 20 ألف قناع يحمي الفم والأنف والأذن من الغبار والأتربة. وفيما يتعلق بالمعارضة السورية وخاصة الجيش السوري الحر، قال فابيوس "نحن على اتصال مع بعض مسؤوليها، ونحن نأمل أن يتمكنوا من تنفيذ أنشطتهم بالتنسيق مع المعارضة". وحول تسليح المعارضة، قال "أنتم تسمعون مثلي أن اللاجئين في هذا المخيم يطلبون بتوفير أسلحة مضادة لطائرات بشار الأسد التي ترهب وتقتل العشرات يوميا". وأضاف أن "الدول الأوروبية سبق وأن فرضت حظرا على السلاح، لذلك لا يمكننا أن ننتهك الحظر الذي فرضناه"، مشيرا إلى أنه "ليس سرا أن عددا من الدول وافقت على تقديم معدات غير قتالية، كأجهزة اتصال وأجهزة فنية مفيدة للمعارضة السورية والمقاومة". وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد السبت تصميم فرنسا على البحث عن حل سياسي في سوريا. وكان فابيوس وصل المملكة الأربعاء في جولة تستمر ثلاثة ايام ستقوده كذلك الى لبنان وتركيا، الدول المجاورة لسوريا والتي تأوي عديدا من اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف.