بدأ وفدا ممثلى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار الذى يتزعم حركة التمرد، أمس، فى أديس أبابا مفاوضات وقف القتال الدائر منذ ثلاثة أسابيع، الذى ينذر بحرب أهلية جديدة فى الدولة التى انفصلت عن السودان. ووصل وفدا الحكومة والمتمردين إلى العاصمة الإثيوبية أمس الأول، وقالت ممثلة الأممالمتحدة، هيلدى جونسون، إن مجرد إرسال الوفود أمر إيجابى، وأضافت: «شهدنا أعمال عنف رهيبة فى الأسبوعين الماضيين، وكما نعرف إذا لم يحاسب أحد فسيكون هناك خطر كبير من أن يستمر العنف». ودفع الجيش الشعبى فى جنوب السودان بتعزيزات جديدة على مشارف مقاطعة بانتيو النفطية، فى محاولة لاسترداد الأجزاء التى سقطت فى أيدى المتمردين خلال القتال الدائر منذ أسابيع. وقال العقيد فيليب أغوير، المتحدث الرسمى باسم الجيش الشعبى، لصحيفة «التغيير» السودانية، إن «القوات سترد بقوة على القوات الموالية ل(مشار)، ولن نسمح بأى مهدد للسلام والاستقرار»، موضحاً أن المعلومات الواردة تشير لعمليات تخريب فى مواقع البترول نفذتها مجموعات المتمردين. وانتقلت المعارك من مدينة بور عاصمة ولاية جونقلى، بعد أن سيطرت عليها قوات المعارضة، إلى ولاية الوحدة فى شمال البلاد، بعد أن حققت القوات الحكومية تقدماً ملحوظاً فى بعض المناطق وسط سقوط قتلى من الجانبين. وأوضح المتحدث باسم الجيش الشعبى أن معارك عنيفة دارت أيضاً فى مدينة بانتيو عاصمة الولاية. ونفى المتمردون اتهامات الأممالمتحدة بتنفيذ عمليات قتل جماعى فى ولاية الوحدة، كما نفى المتحدث باسمهم نبأ العثور على مقبرة جماعية فى مدينة بانتيو، وفيها جثث 75 جندياً ينتمون إلى قبائل الدنكا. وقال قائد قوات المتمردين فى ولاية الوحدة، جيمس كوانج شول، إن انشقاقه عن الجيش النظامى جاء بعد أن حاول جنود من وحدة الدبابات قتله فى 20 ديسمبر، مضيفاً: «قرارى جاء أيضاً بسبب عمليات القتل الجماعى للمدنيين المنتمين لقبائل النوير فى العاصمة جوبا». وفى سياق متصل، أعلن رئيس جنوب السودان «سلفاكير» حالة الطوارئ فى ولايتى الوحدة وجونقلى، أمس الأول، فيما قال المتحدث باسم نائب رئيس جنوب السودان «المنشق» رياك مشار، إن «سلفاكير بات العقبة الأولى فى طريق بناء دولة الجنوب الديمقراطية»، رافضاً تأكيد ما إذا كانت مجموعته ستطالب بتنحى «سلفاكير» فى المفاوضات. من جهته، قال البيت الأبيض الأمريكى إنه سيمنع الدعم عن أى جماعة تستولى على السلطة بالقوة.