أكد الدكتور علي أكبر ولاياتي، وزير خارجية إيران الأسبق ومستشار قائد الثورة الإيرانية، أن هناك علاقات تاريخية طيبة تربط بين الشعبين المصري والإيراني، مؤكدا أنه لا يوجد حاليا أي عوائق تقف أمام توفيق وتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال ولاياتي خلال لقائه أمس، مع الوفد الإعلامي المصري الذى يزور طهران حاليا إن مصر وإيران هما الركيزتان الأساسيتان في العالم الإسلامي ولديهما قواسم مشتركة كثيرة وما حدث خلال السنوات الأخيرة تسبب في عدم تنمية العلاقات بين البلدين، مشددا على أنه لا يوجد حاليا لدى الجانب الإيراني أي عوائق تحول دون توطيد علاقات البلدين بما يحقق المنافع المشتركة. وأشار وزير خارجية إيران الأسبق - يرأس مركز الدراسات الاستراتيجية الإيراني التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام في البلاد-، إلى أنه يقع على عاتق المسؤولين السياسيين في مصر وإيران أن يجلسوا سويا ويحاولوا توطيد العلاقات بين البلدين كما يتعين على البعثتين الدبلوماسيتين في مصر وإيران العمل على تيسير تنقل الأفراد بين البلدين، مشددا على أهمية توطيد العلاقات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والدولية لصالح البلدين. وفي رده علي سؤال حول ما إذا كانت هناك مفاوضات مصرية إيرانية؛ بهدف تعزيز علاقات البلدين قال ولاياتي: "نحن نأمل في أن تكون هناك علاقات وطيدة بين الشعبين المصري والإيراني، ولا يوجد حاليا أي مانع أساسي مهم يعرقل تنمية العلاقات ويتعين على الطرفين أن يجلسا معا ويحلا أي مشاكل". وأضاف ولاياتي، من خلال متابعتي للأوضاع في الآونة الأخيرة، أري أنه يوجد تفاهم بين مصر وإيران فيما يخص بعض الموضوعات الإقليمية والشرق الأوسط وخاصة ما يتعلق بسوريا، مشيرا إلى أن "الحوار الرسمي بين البلدين لم يبدأ بشكل جدي حتى الآن حسب معلوماتي ولكن الطرفين يودان أن يجلسا معا ويحلا أي مشاكل، وأرى أن الأجواء السائدة أكثر إيجابية عن السابق وأن الشعب الإيراني يود ويرغب في التواصل مع أشقائه في مصر. وفي رده على سؤال حول قرب الاستفتاء على الدستور في مصر، اشار ولاياتي إلى أن ما حدث من تطورات كان بإرادة شعبية وأن الشعب المصري وصل إلى ما يريده وسيقرر في النهاية ما يرغبه. وحول شكاوى التدخل الإيراني في شؤون دول أخرى قال ولاياتي: إن هذه الأمور هي التي يروج لها الإعلام الغربي؛ لبث الاشتباهات بين العرب وإيران وأنها كاذبة تماما وأن الطريق لرفع مثل هذه الشبهات هو التواصل والتقارب فيما بيننا وكلما كان التقارب أفضل كلما تبددت هذه الشائعات.وقال إن ما وصلت إليه إيران من قدرات نووية يعد مبعثا للفخر لجميع الأمة الإسلامية وأن هذا التطور العلمي والتكنولوجي ينفع كل الدول الإسلامية، كما أن إيران علي استعداد للتشارك فيها، مؤكدا أهمية أن لا تخشى الدول العربية والإسلامية من أن تكون إيران ذات قدرة نووية سلمية، بل يجب أن تفخر بذلك، ويتعين على جميع العرب والمسلمين الاستفادة من هذا العلم. وحول الاتفاق النووي الإيراني المؤقت مع الغرب، قال ولاياتي: إن هذا الاتفاق أقر بحق إيران في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية وتحت إشراف كامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان هذا غير معترف به من قبل وأن إيران لديها الآن 19 ألف جهاز طرد مركزي تقوم باستخدامه، مشيرا إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنهم لا يستطيعون الوقوف أمام الاستخدام السلمي للطاقة الذرية في إيران والمهم أن هذا الاتفاق أثبت أنه لا يوجد أحد يمكن أن يمنع إيران من استخدام الطاقة النووية السلمية، مؤكدا أن هذا الاتفاق لم يتضمن أي شيء خلف الكواليس. وقال ولاياتي: إن إيران التي تعد أول دولة إسلامية وأول دولة من مجموعة عدم الانحياز تتمكن من الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية وتخصيب اليورانيوم، لن تتخلي عن حقها في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية، مضيفا أن ما حققته إيران في مجال التكنولوجيا النووية السلمية، يتعين أن يكون مبعث فخر لكل الدول الإسلامية حيث ستقدم إيران هذه التكنولوجيا والتي تعد من أقل التكنولوجيا تلويثا للبيئة لكل الدول. وفي رده على سؤال حول اللقاءات الأمريكية- الإيرانية الأخيرة وسبب اختلاف الخطاب الأمريكي عن خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني فيما يتعلق بما تم التوصل إليه، قال إن إيران اجرت كذلك حوارات ولقاءات كثيرة حول الملف النووي الإيراني مع الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا، ولم تكن جميع هذه اللقاءات سواء ثنائية أو متعددة الأطراف أول سابقة من نوعها، وانها تطرقت كذلك إلى موضوعات أخرى إقليمية ودولية ومن بينها ما يتعلق بأفغانستان والعراق.