"المضحك المبكي.. مسك في إيدوا قلوبنا وبعترها زي ما يحب".. هكذا وصفه عمار الشريعي بأحد لقاءاته في 2011، إنه رائد من رواد المسرح وصاحب مدرسة خاصة في الكوميديا تخرج منها عشرات الممثلين في مصر والعالم العربي وصاحب رؤية متميزة في فن "الضحك"، ذات الابتسامة المميزة قصير القامة والوجه المشع بالبراءة. "عبد المنعم مدبولي" ابن باب الشعرية ولد في 28 ديسمبر 1921 واعتنت به جدته بعد وفاة والديه وهو طفل رضيع، وكانت تأخذه لكُتاب "الشيخ عبطوني"، نشأ يتيما فاعتبر طفولته تراجيديا اتسمت بالكفاح لعمله في فترات الإجازة الدراسية حتى وصل إلى قمة المجد. بدأت ميوله إلى التمثيل في السابعة من عمره، فراح يحفظ منولوجات عبر الراديو ويذهب لإلقائها في المدرسة، فرأى فيه أساتذته نبوغه في التمثيل حتى تم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة، وتوالت سنوات عمره من نجاح وتألق في المسرح حتى أنهى فترة دراسته الثانوية والتحق بكلية الفنون التطبيقية التي ساعدته كثيرا في الإخراج المسرحي بعدما التحق بالمعهد العالي للتمثيل ليتخرج فيه عام 1949، وينضم إلى فرقة جورج أبيض ثم فرقة فاطمة رشدي. وتميز مدبولي بكاريزما خاصة، وشكل مع فؤاد المهندس ثنائي رائع من خلال البرنامج الإذاعي "ساعة لقلبك"، وشارك في أول عمل مسرحي له من خلال دور أعرابي مع فرقة المسرح المصري الحديث، ثم أسس فرقة "المسرح الحر" عام 1952، ومن ضمن الأعمال المسرحية التي أنتجتها "الأرض الثائرة"، "حسبة برما"، "الرضا السامي"، "خايف أتجوز"، "مراتي بنت جن"، "مراتي نمرة 11"، "كوكتيل العجائب". أخرج مدبولي عديدا من الفنون المسرحية، ذاع صيتها ومازال يتذكرها المشاهدون حتى الآن ومنها "دسوقي أفندي"، "مطرب العواصف"، "أصل وصورة"، "أنا وهو وهي"، واهتم بالأطفال كما كان عاشقا للمسرح فغنى عديدا من الأغنيات التي مازالت محفورة في أذهاننا حتى الآن، وهي "توت توت قطر صغنطوط في الليل بيفوت"، و"كان في واد اسموا الشاطر عمرو"، و"الشمس البرتقالي"، "كاي كاي"، "السبوع"، "كان في دب ودبة"، وله عبارات مشهورة عبرت عن شخصيته الكوميدية مثل "فنك جننا يا اسمك إيه" في مسرحية "راية وسكينة". وعن رأيه في الزواج، في إحدى لقاءاته التليفزيونية النادرة قال "الزوج هو المؤلف والمخرج والممثل والزوجة هي المنتج"، وتوفي مدبولي في 9 سبتمبر 2006 في مستشفى المقاولين العرب إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد.