أعلن كل من المتمردين وجيش جنوب السودان، اليوم، السيطرة على مدينة "ملكال" الاستراتيجية، بينما تجري في "نيروبي" مساعي دبلوماسية تحاول احتواء الأزمة في هذا البلد الفتي. وقال موزس رواي، الناطق باسم المتمردين، ل"فرانس برس"، إن "ملكال تحت سيطرة كاملة للقوات الموالية لنائب الرئيس سابقا رياك مشار"، مؤكدا أن القوات الحكومية رحلت مساء أمس. وتقع هذه المدينة في شمال البلاد، وهي كبرى مدن ولاية النيل العالي التي تزخر بالنفط، وتتواجه فيها القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت، مع المتمردين منذ الاثنين. ورد وزير الدفاع في جنوب السودان كوول مانيانغ جوك، متحدثا عن "تضليل إعلامي"، ومؤكدا في المقابل أن المتمردين انسحبوا، وأن "ملكال" باتت بالكامل تحت سيطرة القوات الحكومية. وقال إن "عناصر رياك وهم في الواقع بعض عناصر الشرطة والجيش، قد هزموا ولم يبق منهم أحدا في ملكال"، واندلعت معارك عنيفة في 15 ديسمبر، وتكاد تتحول إلى حرب أهلية، وذلك أساسا بسبب عداوة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق المقال في يوليو رياك مشار. ويكثف المجتمع الدولي -الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والدول الإفريقية والصين- جهوده من أجل تفادي نشوب حرب أهلية في البلاد، وجددت الولاياتالمتحدة راعية استقلال البلاد في 2011 وأكبر داعميها سياسيا واقتصاديا من حينها، التأكيد للطرفين المتناحرين أنها ستوقف مساعدتها، إذا وقع انقلاب عسكري. وتعقد اليوم في نيروبي قمة طارئة للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) المنظمة الإقليمية الفرعية التي ساهمت في إبرام اتفاق السلام بين حركة التمرد والخرطوم في 2005، ما وضع حدا للحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وأفسح المجال أمام استقلال جوبا. وفي الأثناء تحاول الأممالمتحدة التي هدد أمينها العام بان كي مون، المسؤولين على ارتكاب تجاوزات بعقوبات، إرسال تعزيزات من القوات الدولية بحلول نهاية الأسبوع إلى البلد.