لم يتوقف تأثير الانفجار الإرهابى الذى تعرضت له مديرية أمن الدقهلية على ضباطها ومجنديها والسكان المجاورين لها فقط، بل امتد ليشمل المترددين على مدينة المنصورة، لعلاج الكلى، فى المراكز الشهيرة بذلك العلاج، مضحين بأوجاعهم فى سبيل الاحتفاظ بحياتهم. بعد سماعها خبر الانفجار من التليفزيون فى الساعات الأولى من صباح أمس، اتخذت «نورا» قرارها بعدم الانتقال من «شربين» إلى «المنصورة»، والاستغناء عن جلسة غسيل الكلى الأسبوعية، بسبب خوفها من الانفلات الأمنى وآثار التفجيرات. محمد، شاب ملتحٍ، يعمل لحساب إحدى الجمعيات الخيرية فى المنصورة، سارع فور سماع التفجيرات لحلق لحيته، وقال: «مفيش داعى أتعرض لإهانات أو اعتداءات مليش ذنب فيها، اللحية كنت مربيها لله، لكن لو هتعطلنى عن مواصلة العمل الخيرى يبقى أحلقها لأن الناس مشحونة جداً وكنت معرض للأذى بشكل كبير»، ويضيف: «الجمعية الخيرية اللى إحنا فيها بتساعد مرضى الكلى بالمال والجلسات والأدوية، بنتعامل مع ما يقرب من 15 مريضاً، والأحداث تسببت فى تعطيل عدد كبير منهم عن الجلسات المقررة لهم». هدى محمد، إحدى ممرضات مركز «المنصورة للكلى» أكدت تلقى المركز عدداً كبيراً من الاتصالات التى تستفسر عن جدول جلسات غسيل الكلى، ردت عليها: «مفيش مواصلات، إحنا وصلنا من على الطريق السريع، وهنمشى بدرى عشان نحضر جنازة خال زميلتنا، استشهد فى الأحداث، وكمان عشان الطريق صعب». وأكد د. سيد الشحات، رئيس قسم الكلى فى مستشفى المنصورة الدولى تراجع أعداد مرضى غسيل الكلى قائلاً: «الناس كلها فى حالة رعب وخوف، والمستشفى بتاعتنا خصوصاً كانت فى قلب الحدث، ومعظم الحالات المصابة جت عندنا»، وأشار إلى المخاطر التى تتعلق بتأخر الغسيل: «بيعرض الحالة للخطر، المريض مرتبط بأوقات غسيل محددة لو اتأخر عن وقته ممكن ترتفع الأملاح ويؤدى ذلك للوفاة».