لحظات قليلة هشمت مبنى مديرية أمن الدقهلية، وأودت بحياة 12 من أفراد الأمن، وأطاحت ب 102 آخرين إلى أسِرة العلاج والإصابة.. لحظات قليلة انتقلت خلالها الموجة الانفجارية التى نجمت عن سيارة مفخخة إلى الجانب الأيمن لمبنى مديرية الأمن، والمبانى المحيطة به والمبانى الموجودة بالجهة المقابلة من النيل، وبحسب ما سمعته «الوطن» من شهود العيان، فإن الانفجار الذى وقع صباح الثلاثاء لم يسفر فقط عن تدمير فى مبنى مديرية الأمن وإنما أسفر عن «سرقة كمية من الأسلحة كانت بحوزة بعض الجنود الذين كانوا فى مكان الحادث وقت وقوعه وفقدوا الوعى نتيجة الانفجار الشديد»، حسبما يقول شهود عيان. ساعة الانفجار، كان المجند محمد الخولى، 21 سنة، فى مكان خدمته عند البوابة الخلفية لمديرية الأمن، ولما وقع الانفجار «كل شىء طار فى الهوا، حتى العساكر والأسلحة واللى فقد وعيه من العساكر أو ما لحقش يسلم سلاحه تم سرقة سلاحه الميرى.. وأعرف زمايلى فى الخدمة اتسرق منهم سلاحهم». من بين المصابين أمين شرطة عادل المغاورى، ثلاثينى العمر، أصيب بكسر فى الجمجمة ونزيف داخلى فى المخ إثر سقوط لوح خرسانى فوق رأسه نتيجة الانفجار، ويذكر حمادة فرحات، خال أمين الشرطة، أن «مستشفى الطوارئ الجامعى قام بالواجب والدكاترة عملوا عملية سريعة لعادل وقفوا بيها النزيف». ويضيف «فرحات» أن ابن اخته الذى انضم لحصيلة المصابين هو «زوج وأب لأربع بنات، أكبرهن عمرها 9 سنوات وأصغرهن عمرها أقل من 3 سنوات، كما أنه يعيش بمدينة المنصورة». شارك الأهالى بدور فعال، وفقاً لرواية محمود فريد، عضو بالتحالف الشعبى بالدقهلية، التى يقول فيها إنه شعر بهزة قوية فى بيته الذى يقع خلف المديرية، «ولما فتحت شباك المنزل وجدت الناس فى الشارع يصرخون ويجرون ناحية مديرية الأمن.. ولما وصلت لمحيط مديرية الأمن كان هناك 7 جنود عبارة عن جثث كانوا داخل مدرعة سقطت عليها كتل كبيرة من الخرسانة». يقول أحد المجندين، المكلفين بتأمين بوابات مديرية الأمن، إنه كان على بعد أمتار من التفجير وقت حدوثه، وسمع صوتاً شديد القوة «أنا ما دريتش بنفسى، الصوت كان قوياً جداً لدرجة إنى فقدت السمع وطرت فى الهواء أنا وسلاحى ولقيت سلاح زميلى محمد عبدالوهاب مرمى على الأرض وهو ميت، أخدت السلاح بتاعى وبتاع محمد وسلمتهم لظابط وبعدين ما دريتش بنفسى غير وأنا فى المستشفى». يقول مصطفى مصطفى المرسى إن شقيقه «سعد» كان عمره 27 سنة، وكان مجند درجة أولى فى الداخلية، متزوج من سنتين فقط وبيربى طفلين أيتام.. خبره جالنا من كام ساعة، جيت أنا وأخوه الكبير، ووالدته مقدرتش تيجى المنصورة لأنها مريضة بالضغط والسكر.. وحتى الآن لا نعرف الإجراءات التى ستتم لاستلام الجثة والدفن.. وحتى الآن لم يحدث إلا أن وكيل النيابة حضر وعاين الجثة.. وسبب الوفاة هو الانفجار، لأنه كان مجند درجة أولى». والدة «سعد» قالت إن نجلها دخل المستشفى منذ 3 ساعات وحالته خطرة، ولم يتم حجزه فى غرفة العناية المركزة. وأضافت: «والله ابنى ما بيشوف، مش بعد 18 سنة خدمة فى مديرية أمن، يرجع لى ولأولاده أعمى، يرضى منى ده، أنا عايزة دكتور دلوقتى يشوف ابنى». وطالبت الأم بعلاج نجلها والأخذ بالثأر من مرتكبى الواقعة، وأنهت كلامها قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل فى مرسى وجماعة الإخوان اللى ورا كل مصيبة فى البلد عشان عايزين حرب أهلية فى البلد عشان مرسى يرجع، لأ مرسى مش راجع والناس اتظلمت فى عهده كتير، وجوّع الناس ودمر البلد، ربنا ينتقم منه». أما السرير الرابع فيرقد عليه المجند محمد سعد غارقاً فى دمائه، لا أحد يسأل عنه، هو مجند من قوة الأمن المركزى، لم يحضر إليه أحد من أسرته لعدم معرفتهم بالحادث حتى الآن.