شهد منتدى شباب العالم في شرم الشيخ المنعقد في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر، تكريمًا مصريًا لعائلة المناضل الكبير نيلسون مانديلا، ففي ختام فعاليات الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الإفريقية، خلال اليوم الثالت للمنتدى، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، زندو مانديلا، حفيد زعيم جنوب إفريقيا الراحل. اسم مانديلا كان على موعدٍ من التكريم المصري منذ ستينيات القرن الماضي، حين وصل المناضل الثائر، حينها، نيلسون مانديلا، إلى مصر عام 1961 هاربًا ككل المناضلين والثائرين، بالتنسيق مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليفتتح مكتب لحزبه "المؤتمر" في مصر، وسعى من خلال الجمعية الإفريقية لحل الأزمة في جنوب إفريقيا لانتهاء الحكم العنصري. قضى مانديلا، في مصر ما يقرب من عام كامل في منطقة الزمالك بالقاهرة، قبل أن يعود لبلاده ويقبض عليه، ليقضي 27 عامًا في السجن، وعدة أعوامٍ أخرى دون تهمة محددة، وبعد الإفراج عنه في عام 1991، قرر أن تكون مصر أول بلد يزورها، لتزدحم الشوارع بكل مؤيديه المصريين والأفارقة من كل الفئات العمرية، استقبلته مصر كرمز للنضال والكفاح من أجل الحرية، وبسبب الزحام الشديد فقد "مانديلا" حذائه ووجدوا صعوبة في شراء نفس النوع الذي اعتاد ردائه. كانت أولى كلمات "مانديلا" في هذه الزيارة: "حرصت على المجيء لهذا المقر الذي تغيبت عنه لمدة تصل إلى 27 عاما، لأعبر عن شكري له ولامتناني لهذا المكان لأنه لم ينساني ونظم مجموعة الضغط العالمية التي حققت مقاطعة عالمية من جميع دول العالم، بالإضافة إلى عقوبات بالحظر الشامل والكامل على حكومة بروتوريا الأمر الذي أجبرهم على إنهاء الحكم العنصري وتم الإفراج عني أنا و9 من الشرفاء". وبعد صعوده لكرسي الرئاسة في جنوب إفريقيا عام 1994، بعدة أشهر، زار نيلسون مانديلا مصر مرةً أخرى، بصفته رئيسا حرا منتخبا لدولة جنوب إفريقيا، وكانت هذه الزيارة الأخيرة له في مصر عام 1995، وكانت بحفاوة الزيارة نفسها عام 1991 ولكن أكثر تنظيما.