واصلت وزارتي الأوقاف والصحة الدورات التدريبية للتوعية بالمشكلة السكانية وعقدت الوزارتين الدورة الخامسة بمديرية أوقاف الفيوم بالمركز الثقافي بمسجد "فاطمة إلياس" ببندر الفيوم، أمس، لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالمشكلة السكانية. حاضر في الورشة الدكتور حمدي محمود مدير إدارة النشر والإعلان بالمجلس القومي للسكان، والدكتور حسني توفيق أبو حبيب مدير مديرية الأوقاف بالفيوم، والمستشار محمد الأدهم عضو النيابة الإدارية، وإشراف الشيخ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان، وذلك بحضور قيادات الدعوة بالمحافظة. وفي بداية كلمته، رحب حمدي محمود مدير إدارة النشر والإعلان بالمجلس القومي للسكان، بالأئمة المشاركين في الدورة؛ مشيدا بدورهم الفاعل في معالجة القضايا المجتمعية، والتي منها مشكلة الزيادة السكانية واختلال التوازن بين معدل النمو السكاني، والموارد الاقتصادية. وأوضح أن أئمة الأوقاف لهم دور كبير في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول قضايا تنظيم الأسرة، وفي كون تنظيم الأسرة لا يتعارض مع الشريعة، مشيرا إلى "أننا لا نتمكن من حل أي مشكلة في مصر مالم نبدأ بحل مشكلة السكان أولا، لأن الزيادة السكانية في مصر تلتهم كل جهود الدولة في التنمية والإصلاح". وخلال كلمته، ثمن الدكتور حسني توفيق أبو حبيب، مدير مديرية الأوقاف بالفيوم، التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والمركز القومي للسكان والذي أسفر عن تلك الدورات المكثفة لأئمة وزارة الأوقاف في الوقوف على أبعاد تلك القضية. وأكد "توفيق": "ديننا الحنيف قائم على رعاية المصالح ودرء المفاسد، وأن رسولنا بين أن كل راع عليه مسئولية تجاه من يقوم على شأنه فقال (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، وقال أيضا: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)". وأوضح أنه لا بديل عن العمل والإنتاج ورفع الوعي لدى الأفراد في حل تلك المشكلة، متابعًا "من الكرامة ألا نكون عالة على غيرنا، فلقد كان رسول الله يعمل بعد النبوة، فيقول: "كنت أرعي الغنم علي قراريط بمكة". وأشار إلى أن عدم تنظيم الأسرة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجهل والأمية والفقر، مبينًا أن "الأسرة الكبيرة تهمل تربية أولادها فيكونون عرضة للإدمان والمخدرات ويصبحون عالة وداء عضال في مجتمعاتهم وبيئاتهم، بخلاف الأسرة الصغيرة فإنها تجد من الرعاية والعناية ما يحفظهم من تلك الأخطار". وقدم المستشار محمد الأدهم عضو النيابة الإدارية، الشكر لوزير الأوقاف والقائمين على دورات التوعية السكانية، مؤكدا أن مشكلة مصر ليست مشكلةً ثقافيةً ولا سياسيةً ولا اقتصادية، وإنما هي مشكلة تتعلق بالارتقاء بالخصائص السكانية لدي المواطنين والمتعلقه برفع مستوى الدخل والظروف المعيشية بإيجاد آلية تستوعب طاقات الشباب واستثمار قواهم الفاعلة في نهضة المجتمع ، بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم. وأشار إلى أن الدولة أخذت تسير نحو التنمية الشاملة والمستدامة من خلال مشاريعها العملاقة، متابعًا "لا بد من نقلة نوعية ترقى ومتطلبات العصر، وهذا يؤدي مباشرة إلى تطوير السلوك".