أفردت الصحف البريطانية مساحة للحديث عن القرارات المفاجئة للرئيس محمد مرسى بإحالة المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان للتقاعد بالإضافة إلى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، مؤكدة أن حادثة رفح الأخيرة وعدم استقرار الوضع الأمنى فى سيناء منح الرئيس فرصة، لم يتردد فى استغلالها، للانقضاض على الجنرالات وإحكام قبضته على السلطة. وذكرت صحيفة «ديلى تليجراف» أمس فى مستهل تقريرها عن قرارات مرسى الصادرة أمس الأول: «أطاح رئيس مصر بقادة الجيش فى خطوة دراماتيكية تستهدف تمكين المدنيين من السيطرة على المؤسسة التى حكمت مصر ل6 عقود»، مشيرة إلى أن مؤيدى جماعة الإخوان التى ينتمى لها الرئيس المصرى وصفوا القرار بأنه انقلاب ناعم على المجلس العسكرى فى حين رأى العديد من المحللين أنها تأتى ضمن خطة لتأمين خروج آمن لقادة المؤسسة العسكرية. وأكدت على أن الأوضاع المتردية فى سيناء وهجوم رفح الذى خلف 60 قتيلا من الجيش المصرى خلق فرصة لا تعوض لترويض قادة الجيش نجح الرئيس فى استغلالها كأفضل ما يكون. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن قرارات الرئيس مرسى قد تحد من النفوذ السياسى للمؤسسة العسكرية، وأنها بعثت برسالة قوية بأن مرسى يصر على إخضاع المؤسسة، التى أرادت لنفسها موقع الخصم السياسى للرئيس الإسلامى، لسيطرته. وأكدت الصحيفة أن حادثة رفح منحت الرئيس فرصة لكسب الأرض على حساب خصومه العسكر وساهمت بشكل كبير فى خروج تلك القرارات فى هذا التوقيت. فيما علق الأستاذ بجامعة إكستر البريطانية عمر عاشور على القرارات قائلا «أعتقد أن الرئيس محمد مرسى كسب معركة ولم يكسب الحرب». ومن جانبها، نقلت «الجارديان» عن الباحث فى مؤسسة القرن (مركز دراسات أمريكى) ميشيل حنا قوله «هذه القرارات ستقود البلاد لمواجهة حتمية بين مرسى والمحكمة الدستورية العليا التى من المحتمل تصديها لإلغاء الإعلان الدستورى المكمل». ولفتت الصحيفة إلى أن منح الجنرالات المحالين للتقاعد قلادات وتعيينهم مستشارين للرئيس خلق انطباعا بأن تلك القرارات جزء من سيناريو الخروج الآمن لقادة الجيش الذين حكموا مصر على مدار عام ونصف العام هى الفترة ما بين حكم مبارك وانتخاب الرئيس محمد مرسى». واعتبرت الصحيفة أن قرارات الرئيس مرسى تعبر عن حلقة أخرى فى مسلسل الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والجيش على السلطة فى مصر، مشيرة إلى تصريحات اللواء محمد العصار لوكالة رويترز بأن تلك القرارات تم اتخاذها بعد مشاورات مع المجلس العسكرى بمن فيه طنطاوى».