«عنان رئيسا للجمهورية»، كلمات ترددت منذ بداية الثورة ونزول قوات الجيش لحماية الشوارع والمنشآت، الاسم الذى ظل لفترة محل ترقب الجميع، حينها كان فى واشنطن، تم استدعاؤه على الفور، قطع زيارته من الولاياتالمتحدة، بعد أن بدأ المجلس العسكرى بقراءة بياناته، وصل إلى القاهرة وبدأت التكهنات، هل الفريق سامى عنان هو المنتظر، هل سيكون رئيسا للجمهورية، أصوات تداولت الخبر، وسرعان ما تجاهله الجميع، بمجرد إعلان «مبارك» تنحيه عن منصبه، مر عام ونصف العام وهو رئيس أركان حرب الجيش يظهر خلف ظل المشير المتقاعد محمد حسين طنطاوى فلم ينل «عنان» فى النهاية من ثورة 25 يناير سوى قلادة الجمهورية تكريما لعمله بالقوات المسلحة بعد تقاعد مفاجئ أصدره الرئيس المنتخب محمد مرسى وعينه مستشارا للرئيس. ثمة رابط بين «عنان» والرئيس السابق محمد حسنى مبارك وهو خروجهما وتوليهما منصب قائد قوات الدفاع الجوى والتى لم يستمر فيها عنان لأكثر من 4 سنوات ليعينه «مبارك» رئيساً للأركان عام 2005، حتى جاء «مرسى» بقراره الرئاسى، لن يقود أركان الجيش طيار، فحان وقت الهبوط إلى أرض الواقع، ليختار اللواء صدقى صبحى قائد الجيش الثالث الميدانى خلفا ل«عنان» بعد ترقية واجبة لرتبة «فريق». يومان فقط بين آخر لقاء للرئيس محمد مرسى والفريق «عنان» وبين قرار تقاعد الأخير، ففى قصر الاتحادية وصل «عنان» فى زيارة لم يعلن عن أسبابها أو ما آلت إليه، ذهب بصحبة اللواء على صبرى وزير الدولة للإنتاج الحربى الذى غادر وزارته أيضاً بعد أسبوعين فقط من توليه المنصب، جاءت الزيارة بعد ساعات من اجتماع الرئيس بأعضاء المجلس العسكرى وذلك لمتابعة أحداث الحملة الأمنية العسكرية بسيناء، وإن كانت المؤشرات تستبعد وجود حديث مسبق بين الرئيس والفريق عن قرارات التقاعد. حظى «عنان» بقبول دولى لفترة كبيرة، منذ عمله وتدريبه بالاتحاد السوفيتى ثم فرنسا وأخيرا واشنطن، فكان من وجهة نظر بعض السياسيين «الرجل المرضى عنه»، إلى جانب بطولاته من خلال مشاركته فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر التى خلقت له قاعدة جماهيرية على المستوى الداخلى، فقام مؤيدوه بتخصيص صفحة خاصة به على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم «سامى عنان رئيسا». «جاءت رياح مرسى بما لا تشتهى السفن»، فبعد أن ظن البعض أن «عنان» كان الأقرب لأن يخلف المشير السابق «طنطاوى» فى منصبه، أطاح الرئيس بالرجل الستينى إلى بوابة التقاعد، وأنهى الطيار آخر رحلاته ليهبط بمكتب مستشارى الرئيس.