بكلمات مجروحة وحزينة، تحدثت أسرة الشهيد أحمد حامد يوسف دهب «22 سنة»، المجند بالخدمات الأمنية بقوات الأمن ببورسعيد، الذى استشهد بعد إصابته بطلقات نارية بالرأس والظهر، ل«الوطن»، وكيف سقط ضحية الغدر، ليترك ابنه الذى لا يزال جنيناً وزوجته التى لم تهنأ بزواجها والتى تزوجها منذ 8 أشهر فقط. وقال والده حامد يوسف دهب «65 سنة»، مزارع، إن القرية بكاملها «منشأة العبد» مركز شربين، بمحافظة الدقهلية، عاشت يوماً حزيناً ساخطاً أمس الأول على الإرهابيين بعد وصول نبأ استشهاد ابنى، وخرجت بالكامل فى انتظار وصول الجثمان حتى تم تشييع جنازته. وأوضح أن الأهالى حملوا الشهيد ملفوفاً بعلم مصر، والنساء أطلقن الزغاريد، وأن ابنه تزوج منذ 8 أشهر وزوجته حامل، وأنها «ستلد أحمد جديد هيكمل مشوار أبوه». وأشار إلى أن ابنه كان فى إجازة 3 أيام منحة من قائده لأن أعصابه كانت منهارة بعدما شاهد 2 من زملائه يستشهدان برصاص الغدر أمام عينيه مما أصابه بحاله عصبية استلزمت علاجه بالمستشفى لمده شهر فى حادث سابق فى بورسعيد، وكان من المقرر أن ينزل إجازة أسبوعين، وآخر إجازة قال: «أنا خايف يا أبى أصحابى وزملائى المجندين بيموتوا قدام عنيّا». زوجة الشهيد، ولاء محمد أحمد محمود، 18 سنة، تمالكت نفسها، وقالت: تزوجنا منذ 8 شهور فقط ونعيش فى بيت عائلته وكان دائما ما يوصينى على أسرته فى غيابه، لأنه كان متعلقاً بهم جداً حتى إن آخر مكالمة لى كانت قبل الحادث بساعات فى نفس الليلة، قال لى فيها: «خدى بالك من أبويا وأمى وأنا هاجى بكرة إن شاء الله، وقد كنت فى انتظار عودته فجاءنى خبر استشهاده، ربنا ينتقم منهم الإرهابيين بعدله وقوته». وقالت «أم أحمد» والدة الشهيد: إننى فقدت أحن أولادى وأحبهم إلى قلبى، فأحمد له شقيق أكبر يدعى محمد، وشقيقتان متزوجتان وكان لا ينام إلا بعد أن يطمئن علىّ، وآخر مكالمة كانت قبل استشهاده بساعات، وقال لى: أنا جاى الصبح. وقال «غازى» عم الشهيد: تظاهرت أمام العائلة بأننى متماسك وذهبت لتسلم الجثة فكان مشهداً صعباً للغاية فقد أصابه الإرهابيون بأكثر من 5 رصاصات فى الصدر والرقبة، وربنا نجّى عميداً كان بجواره وهو الآن فى العناية المركزة «ربنا ينجيه علشان أولاده». وأضاف أن الشهيد تزوج منذ 8 أشهر، وكل البلد حضرت فرحه فى ليلة سعيدة، حتى إن الجميع لا يزال يتذكرها وترك زوجته وهى حامل. كان مجهولون يستقلون دراجتين بخاريتين قد استهدفوا سيارة الشرطة التى كان يستقلها الشهيد بشارع الصباح بدائرة قسم العرب ببورسعيد، وأطلقوا الأعيرة النارية من أسلحة آلية تجاه سيارة الشرطة التى يستقلها وفروا هاربين.