سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباب الإخوان للأهالى بعد ذبح سائق المنصورة: «عملنا معاه الواجب» شهود: متظاهرو «الجماعة» كتبوا على التاكسى «السيسى سفاح».. وأشعلوا النار بالسيارة وهو داخلها.. وذبحوه أثناء هربه من النيران
لم يتخيل «محمد جمال» أن يكون ذبحه وإحراق «التاكسى» الذى اشتراه بالتقسيط ولا يزال يسدد أقساطه، هو عقاب شباب الإخوان له على محاولته تجاوز المسيرة التى نظموها بالمنصورة، وقطعوا خلالها طريق الجيش، ربما توقع أنه عندما يدير أغنية «تسلم الأيادى» ويتحرك ببطء سيستفزهم وسيتركونه يمر، للبحث عن لقمة عيشه، لكن ما حدث، كان أبعد ما يمكن تخيله، فسرعان ما أشعل شباب الجماعة النار فى سيارته، وهو بداخلها، وعندما حاول الهرب من السيارة بعد احتراق وجهه، عاجلوه بعدة طعنات أودت بحياته فى دقائق. وعاشت مدينة المنصورة ليلة مرعبة، أمس الأول، بعد أن تفاجأ أهالى منطقة الجوازات ومساكن الشناوى، بجثمان السائق ملقى على الأرض، وخلفه سيارته تتصاعد منها ألسنة اللهب، بينما على الجانب الآخر نساء يبكين بجوار سيدة اتهمن سائق التاكسى بالاصطدام بها. وحول تفاصيل الواقعة، قال شهود عيان إن مسيرة إخوانية خرجت من مسجد الشناوى بجوار المنطقة الأزهرية بالمنصورة، وعلى غير عادة الإخوان ورغم قلة الأعداد المشاركة أغلقوا شارع الجيش بالكامل، رغم أنه أحد أكبر شوارع المنصورة، ورفضوا مرور السيارات خلال المسيرة، مرددين هتافات: «دستورك باطل.. يا سيسى يا قاتل» و«يسقط كل عبيد العسكر»، و«مش عاوزين يحكمنا عتاولة يسقط يسقط أمن الدولة». وأضاف الشهود أن شباب الإخوان كانوا خلف المظاهرة، فى حين كانت النساء تتقدم المسيرة، وجاء سائق التاكسى من الخلف، وضرب آلة التنبيه أكثر من مرة فحاول الشباب المتظاهرون إسكاته، لكنه تقدم ببطء واخترق صفوفهم، قبل أن تسقط سيدة أمام التاكسى، فسارع المتظاهرون لحملها ووضعها على جانب الطريق وأخذوها فى سيارة ملاكى وابتعدوا بها عن المكان. وتابع الشهود: احتشد عدد من شباب الجماعة وحاصروا سائق التاكسى وحاولوا تحطيم السيارة، وكتبوا عليها عبارة «السيسى قاتل.. السيسى سفاح»، بالإسبرى، وألقى أحدهم زجاجة مولوتوف داخل التاكسى، ما أدى لاشتعال النيران التى أحرقت وجه السائق فخرج مفزوعا، فقاموا بطعنه بالأسلحة البيضاء حتى سقط على الأرض فاقدا الوعى. وذكر شهود العيان أن أعضاء الإخوان تباهوا بضرب السائق، وقالوا «ربيناه.. وعملنا معاه الواجب لتطاوله علينا». وقالت عضوة بجماعة الإخوان، من المشاركات فى المسيرة: «إن السائق دهس النساء فى مؤخرة المسيرة، وأوقفه الرجال فى بدايتها، وأخرجوا سيدة من تحت السيارة، مصابة بكسور وفاقدة الوعى، وقام الشباب بنقلها للمستشفى»، وهو ما نفاه الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، الذى أكد عدم استقبال أى مستشفى أية إصابات خلال المظاهرة، وقال ل«الوطن»: «لم نستقبل سوى شخص واحد فقط، وهو الذى وصل إلى مستشفى المنصورة الدولى جثة هامدة». إلى ذلك، تجمهر الأهالى فور حدوث الواقعة، وقاموا بترديد هتافات منددة بجماعة الإخوان، فيما سارع شباب الجماعة بالفرار مسرعين من المنطقة عقب قتلهم للشاب وتركه جثة هامدة. وقال الأهالى إن قوات الشرطة هرعت إلى المنطقة، فور قيامهم بالإبلاغ عن الواقعة، وأوضح مصدر أمنى أن قوات الأمن المركزى والمباحث انتشرت فى مكان الأحداث، وألقت القبض على 14 شخصا مشتبها بتورطهم بالمشاركة فى قتل الشاب، مضيفا أن قوات الأمن تكثف جهودها لضبط الطبيب المتهم بتنظيم التظاهرة. وأكدت تحريات المباحث الأولية، حول الواقعة، أن العشرات من أنصار الجماعة، اعتدوا على السائق أثناء محاولته المرور، وقاموا بضربه والكتابة بالرش على السيارة هتافات مسيئة لقوات الجيش والشرطة والفريق أول عبدالفتاح السيسى، وأشعلوا النيران بالسيارة وذبحوه، فضلا عن إصابته بطعنات مختلفة بالصدر والكتف والبطن. وقال مصدر أمنى إن الإخوان اشتبكوا مع السائق بعد قيامه بتشغيل أغنية تسلم الأيادى اعتراضا منه على تعطيلهم حركة المرور أثناء مرور المسيرة بشارع الجيش باتجاه قسم ثان، مضيفا أنهم ألقوا زجاجة مولوتوف حارقة داخل سيارته ما أدى إلى اشتعال النيران بها ثم قاموا بذبح السائق وطعنه عدة طعنات قاتلة. كان اللواء سامى الميهى، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من مأمور قسم ثان المنصورة يفيد بورود بلاغ بقيام العشرات من أعضاء تنظيم الإخوان بتنظيم مسيرة، وقطع شارع الجيش، والاعتداء على سائق تاكسى أثناء مروره خلف المظاهرة وتعليقه صورة للفريق أول عبدالفتاح السيسى فى زجاج السيارة الخلفى، وإشعال النيران بالسيارة وذبح السائق.