جثتان متفحمتان و3 قتلى.. هى حصيلة عملية ملاحقة أمنية لقوات الجيش والشرطة، استخدمت فيها دبابات وآليات عسكرية وقذائف آر بى جى، لمحاصرة «عشة» يختبئ بها عناصر يعتقد أنها شاركت فى مذبحة جنود رفح، داهمت قوات الجيش المكان الذى يبعد بحوالى 100 متر عن طريق «الجورة - الماسورة» فى مدينة الشيخ زويد، ووقعت اشتباكات عنيفة تبادل خلالها الطرفان إطلاق النيران لمدة 15 دقيقة، وقتل خلالها 5 أشخاص، بحسب رواية شهود العيان، ويعتقد أن القتلى من المنتمين لجماعات جهادية. وبعد انتهاء العملية قامت قوات الجيش بالتحفظ على ثلاثة أشخاص قتلوا خلال الاشتباكات، فيما تركت جثتين تشتعل بهما النار وغادرت موقع الاشتباكات. البداية كانت الساعة الثامنة إلا الربع من صباح أمس، عندما رصد شهود عيان فى طريق الجورة - الماسورة تحركات دبابات، وآليات عسكرية لقوات الجيش والشرطة فى اتجاه طريق الجورة بالشيخ زويد، فى منطقة تبعد 13 كيلومتراً عن مدينة الشيخ زويد، وقطعت القوات طريق الجورة الرئيسى المؤدى إلى المكان المستهدف، بدبابتين ومنعت دخول أى سيارة فى نطاق تنفيذ العملية. وفور أن شعر المستهدفون تتبع قوات الأمن لهم، تحركوا صوب أسلحتهم التى شملت سلاح جرينوف عيار 250، ومسدسات وقنابل، يدوية، وحاول بعضهم الهرب، ولكن لم يستطيعوا الخروج من العشة بسبب محاصرة المدرعات، وبدأ كل شخص من الخمسة الموجودين ب«العشة» يأخذ مكاناً مناسباً لإطلاق النيران من داخلها ومن خلفها وبجوارها، وحاول 3 عناصر الهروب من خلف المكان فى اتجاه التبة الواقعة خلف «العشة» إلا أن مجموعة من القناصة كانت متمركزه خلف الجبل، قامت بقنصهم فيما بقى اثنان داخل العشة. وروى شهود عيان ل«الوطن»، أن قوات الجيش المتمركزة صوب «العشة» التى يطلق منها النيران، استخدموا قزيفة آر بى جى لتدمير العشة، وقتل الشخصين الموجودين بها. ورصدت «الوطن» من خلال تفقد كامل لأرض الاشتباكات، وجود مئات الطلقات الفارغة التى استخدمت خلال الاشتباكات. وبالاقتراب نحو المكان الذى اختبئت بداخله العناصر المستهدفة كانت هناك آثار 8 خزائن للأسلحة وشرائط السلاح المتعدد 250، وقنابل يدوية، وماسورة لمقذوف آر بى جى، وسيارة دفع رباعى محطمة بالكامل من آثار استهدافها بقذيفة آر بى جى. ورصدت «الوطن» وجود جثتين متفحمتين، اختفت ملامحهما تماماً، وكانوا فى وضع تحرك أو زحف على الرمال استعداداً للهرب. كما رصدت وجود سيارة دفع رباعى ربع نقل بكبينتين، تم تفجيرها بقذيفة آر بى جى. وداخل «العشة» آثار لبعض الكتب المحروقة وصفحات للمصحف الشريف اشتعل بعضها، وبيان موجه إلى أهل العريش حرق جزء منه والباقى نصه «نحن إخوانكم من أبناء مدينة الشيخ زويد وما حولها، تجمعنا على الحب فى الله، والحب لهذه الأرض الطيبة، واتفقنا على بذل جزء من وقتنا للعمل تطوعاً فى سبيل الله، لإصلاح أحوال بلدنا، وخدمة لعوام المسلمين، الذين يتطلعون إلينا دائماً، كقدوة ومثال للأخلاق الحميدة والإصلاح فى الأرض ونريد أن تشاركونا هذا العمل التطوعى، وقد قام بعض الفضلاء من إخوانكم خلال ال3 أيام الماضية بحراسة شارع البحر الرئيسى «السوق» ومحلاته التجارية، حماية لأمن المسلمين وأموالهم خاصة فى هذه الأيام، التى انتشرت فيها السرقة والمخدرات فى الشوارع علناً، وذلك للأسف بسبب تقاعسنا، وانشغالنا بأمورنا الخاصة، وقد بدأ إخوانكم أمس ليلاً..». والمكان كان به أيضاً آثار لأنابيب اختبار كيميائية، وبعض الأكواب، بجانب سخان كهربائى، ومكان لإعداد الطعام. وفى نهاية العملية، انسحبت قوات الجيش والشرطة، من أرض الواقعة فى اتجاه بوابة الشيخ زويد، وفى طريقهما أطلقت القوات النار على إحدى الدراجات النارية التى كانت تجاور المكان وتم تفجيرها. وفى أحد المنازل التى تبعد عن الواقعة بحوالى 10 أمتار، روى شعبان راتب، أحد سكان المنزل، أنه مع بداية إطلاق النار اخترقت أربع رصاصات حوائط المنزل، وأصابتنا بالفزع، وخرجنا على صوت تفجير هائل وقوات الجيش تقوم بجر بعض المقتولين فى الهجوم. وأضاف أحد الشهود من سكان المكان، أن هذا المكان يتردد عليه من 5 إلى 8 أفراد ملثمين لا يظهرون وجوههم، وموجودون فى مكانهم منذ ما يقرب من شهرين. كما أكد شهود عيان أن المنطقة التى وقعت بها الحادثة امتداد لنطاق قطعة أرض اشتراها أحد الأشخاص من القاهرة، منذ قرابة 3 أشهر، وأن نفس الشخص اشترى قطعة أرض فى منطقة أخرى، إلا أن أهالى المنطقة اعترضوا على وجوده بينهم. ويذكر أن جثث القتلى أخذتها قوات الأمن فور انتهاء الاشتباكات ولم يعلم أحد مكانها. من جهته قال العميد محمود خالد، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن شمال سيناء فى تصريح خاص ل«الوطن» إنه تم التعرف على أحد القتلى يدعى منصور فلسطينى الجنسية من قطاع غزة وأشار إلى أن هذه العناصر تابعة لتنظيم دينى متشدد يضم عناصر من جنسيات مختلفة من بينها مصريون من محافظات مصر من المتشددين فكرياً، موضحاً أن التنظيم يستهدف تنفيذ بعض العمليات ضد الجيش، وقوات الأمن وتكفير العامة. وأكد أن الحملات ستداهم بعض البؤر الأخرى خلال الساعات والأيام القادمة، مطالباً من الأهالى بدعم الحملة والصبر على نتائجها . من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة ل«الوطن» توصل الجهات الأمنية لمعلومات دقيقة، وكاملة عن التنظيم الإرهابى فى شمال سيناء، مؤكدة تأهب الحملات لأى تداعيات قد تحدث، لافتة إلى أن الأمن سيدخل معركة كبرى جداً خلال الأيام المقبلة مع هذه الجماعات فى جبل الحلال بعد لجوء جميع الإرهابيين للاحتماء به. وسادت حالة من الفرحة بين أهالى سيناء لتحرك الحملة بشكلها الحقيقى على أرض الواقع بخلاف ما كان يحدث فى الأيام الماضية، مؤكدين دعمهم للأمن فى محاربة الإرهاب والخارجين على القانون.