سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الإندبندنت": إشادة إسرائيل ب "مرسى" تثير الدهشة واتهامات حماس للموساد تعكس شعورها بالحرج الشديد مرسي يحاول إقناع العالم بمحاولته استعادة السيطرة على سيناء ولا أحد يعرف من اتخذ قرار التدخل العسكري
وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية في افتتاحيتها أن "العملية الجريئة التي قتل خلالها مسلحون متطرفون 16 جنديا مصريا الأحد الماضي، قبل أن يسرقوا عربة مدرعة ويسيرون بها كيلومترين داخل إسرائيل، هزت منظور الأطراف المحيطة بشبه جزيرة سيناء عبر حدودها في مصر وإسرائيل وقطاع غزة، واستعراض القوة الذي قامت به السلطات المصرية ضد الجهاديين، وإشادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المثيرة للدهشة بالرئيس الإسلامي في القاهرة، والسرعة التي استنكرت بها قيادة حماس في غزة هجوم الأحد، كل ذلك يوضح تداخل المصالح المعقدة - والمهمة على الصعيد العالمي - والمهددة بالسبب العنف المتصاعد في شمال سيناء". وأشارت الصحيفة إلى أنه "أيا ما كانت الشكوك حول فعالية الضربات الجوية في القضاء على الإرهابيين، فمن الواضح أن الرئيس "الإخواني" يحاول إقناع العالم والرأي العام المصري باستعداده لاستخدام القوة لفرض الاستقرار في هذه المنطقة الصحراوية المضطربة، لكن من الصعب التأكد حتى بالنسبة للمحللين المقربين من الرئاسة إن كان مرسي أو الجيش هو صاحب قرار التدخل العسكري في سيناء، كما أنه ليس واضحا حتى الآن إن كان قرار عزل مدير المخابرات ومسئولين آخرين هو خطوة انتهازية للتخلص من الحرس القديم، أم محاولة حقيقية لاستعادة السيطرة على شمال سيناء، أو كلاهما معا، ولكن القرار يشير -على الأقل- إلى أن مرسي يدرك أن قتل الجنود المصريين ومشهد جنازتهم هو أكبر تحد له منذ توليه منصبه قبل شهرين، وليس واضحا حتى الآن إذا ما كان قرار مرسي التالي بعزل مدير المخابرات ومسئولين آخرين خطوة انتهازية لتخليص الرئيس من المسئولين المرتبطين بالحرس القديم، أم محاولة حقيقية لاستعادة السيطرة على شمال سيناء، أو كلاهما معا، لكنه على الأقل يشير إلى أن مرسي يفهم أن قتل الجنود المصريين ومشهد جنازتهم يمثل أكبر تحد له منذ توليه منصبه قبل شهرين". وأضافت الصحيفة "إذا كن الرئيس الجديد باستطاعته أن يستجمع إرادة وقدرة ودعم الجيش، فإنه على النقيض، ليس الشخص المناسب الذي يمكنه معالجة المشاكل الأمنية المستعصية في سيناء، ففي غزة تخوض حماس صراعاتها الدموية أحيانا مع الجماعات المتطرفة المسلحة التي تتهمها مصر وإسرائيل بارتكاب عملية رفح، لكن حكومة غزة ليست حريصة تماما، حتى الآن على الأقل، لاعتقال هؤلاء الجهاديين، أو وقف تسللهم إلى مصر عبر الأنفاق التي تحصل منها على عائدات ضخمة، والأنفاق التي أصبحت مصدر ثراء لمهربي البدو وتجار السلاح في سيناء، كانت ردا على الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر على مدى السنوات الخمس الماضية، ورغم تصاعد وتيرة العنف في المنطقة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي، فإن بذور الفوضى القبلية ونشطاء الجهادية العالمية المتطرفة ناتجة عن إهمال النظام القديم لسيناء اجتماعيا واقتصاديا منذ سنوات طويلة". ونوهت الصحيفة بأن "الرد المصري يشير إلى أن هجوم رفح الدامي قد يكون نقطة تحول، كما أن ادعاء حماس السطحي - وغير المقنع تماما – عن أن الموساد هي التي دبرت الهجوم، يؤكد الحرج الذي تشعر به الحركة "فهي نفسها فرع من جماعة الإخوان" من قتل جنود مصريين على يد مسلحين تسلل بعضهم –على الأقل- من غزة، وفي المقابل يشير استعداد إسرائيل للسماح بزيادة القوات المصرية في سيناء، رغم القيود التي فرضتها معاهدة السلام، إلى نعومة في الموقف الإسرائيلي تجاه القيادة الجديدة في القاهرة، بعد أن كانت قد تعجلت واعتبرته تهديدا آخر لأمن إسرائيل". واختتمت الصحيفة بالقول إن "إسرائيل ومصر – بسبب أمنهما المشترك - وحماس -بسبب رغبتها في تعزيز العلاقات مع جارتها مصر - لديهم مصلحة مشتركة في سيناء، فالحدود، على سبيل المثال، إذا أصبحت أكثر انفتاحا وتنظيما ستخدم مصالح الأطراف الثلاثة، ولكن الشرق الأوسط ليس منطقة يسود فيها المنطق، ولو كانت هناك نتيجة إيجابية واحدة لهجوم رفح الأحد الماضي فإنها تتوقف إلى حد كبير على موقف الرئيس محمد مرسي."