أكد أرمان إيساجالييف سفير كازاخستان بالقاهرة، أهمية مشاركة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في الدورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان الذي سيعقد في أستانا، الأربعاء المقبل. وقال سفير كازاخستان، اليوم، إن المؤتمر يعتبر أكبر منصة للحوار في العالم، تجمع الشخصيات الدينية والسياسيين والعلماء والمنظمات الدولية؛ لمناقشة القضايا الأكثر شيوعًا فضلًا عن إيجاد التوجهات المشتركة في مختلف الجوانب المتعلقة بالدين والسياسة. وأضاف أن الوفد المصري الذي سيشارك في المؤتمر يضم الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر وعددًا من المسؤولين الدينيين، والأنبا دانيال الأعصراني، ممثلا عن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وأوضح أن مشاركة الدكتور أحمد الطيب في فعاليات هذا المؤتمر ستسهم في ترسيخ مفاهيم الإسلام السامية، وتعزيز مبدأ التسامح الذي يعد أحد ركائز الرسائل السماوية، مشيرًا إلى أنه سلم الإمام الأكبر رسالة رسمية من الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف لحضوره هذا المؤتمر، وكذلك ميدالية الذكرى ال25 لتأسيس دبلوماسية كازاخستان؛ تقديرًا لدور شيخ الأزهر الشريف في الدعوة إلى السلام في العالم، ونشر الدين الإسلامي الحنيف، ومكافحة التطرف، وتعزيز حوار الحضارات على المستوى الدولي، وتطوير العلاقات بين مصر وكازاخستان في مجال الشئون الدينية. وأفاد إيساجالييف بأن المؤتمر سيركز على قضايا الشباب والتعليم والإعلام، ودور رجال السياسة والدين في نبذ التطرف والعنف، وكيفية انتشال المنخرطين في أعمال العنف من دوامة التطرف، مؤكدا اهتمام كازاخستان ببذل الجهود المشتركة من أجل تجاوز الأحكام المُسبقة والجهل والفهم الخاطئ للأديان الأخرى مع التركيز على ما يوحد الأديان ليس على ما يفرقها، وإدانة كل أشكال الإرهاب، ومطالبة كل الأديان بالعمل سويًا لإزالة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب، من خلال تأكيد عظمة وكرامة ووحدة الإنسانية. وردًا على سؤال حول لقاءات شيخ الأزهر، قال إيساجالييف إن الدكتور أحمد الطيب سيلتقي والوفد المرافق بالرئيس نزارباييف في القصر الرئاسي "أق أوردا"؛ لمناقشة سبل تطوير التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية والوكالات المعنية في الشؤون الإسلامية في كازاخستان في مجال تطوير الدراسات الإسلامية وعلومها معتمدين على منهج الأزهر الوسطي والمعتدل، وتدريب الأئمة على نشر تعاليم الدين الإسلامي، ومكافحة الأفكار المتطرفة سواء أكان في تعاملهم مع الجمهور أم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الطيب سيلتقي، خلال زيارته، قاسم جومارت توقايف رئيس مجلس الشيوخ لبرلمان كازاخستان الذي يرأس أمانة المؤتمر، وسيريك أوراز مفتي الديار الكازاخية، فضلًا عن إلقاء محاضرة في أكبر جامعة وطنية في كازاخستان. ونوّه إيساجالييف، بأن الشعب الكازاخي يتطلع بحماس لزيارة شيخ الأزهر، مشيرًا إلى أن لقاءات الدكتور أحمد الطيب في أستانا ستشكل عنصرًا مهمًا في تعزيز التلاحم والتضافر والانسجام بين الأديان المختلفة مع إبراز مكانة الإسلام ودوره في التعاطي مع الأديان الأخرى وضرورة الاندماج والتكامل بين جميع الأديان من أجل خدمة الإنسانية والبشرية. وتابع بأن بلاده تولي اهتمامًا كبيرًا بزيارة الدكتور الطيب لدوره الكبير في مسيرة التسامح والتواصل بين المسلمين وغير المسلمين، إضافة إلى أنه على رأس أهم مؤسسة إسلامية معتمدة في العالم الإسلامي ودورها الرائد في الحفاظ على استمرارية الرسالة الإسلامية في العالم المعاصر. وأكد سفير كازاخستان أهمية دعم الدور المحوري للأزهر الشريف في عالمنا المعاصر في الوقت الذي تزايدت فيه الصراعات والنزاعات المتطرفة والتعصب الديني على نحو لا يسبق له مثيل، مشددا على أن الأزهر يمكن أن يسهم في الفهم الصحيح للأديان، وإيجاد حلول مناسبة للمشكلات القائمة. وأوضح أن الأزهر يستطيع توجيه وإرشاد ثقافات أفراد المجتمع والمجموعات الدينية المختلفة ودعم العلاقات الإنسانية ومواجهة التعصب الديني والصراعات المعاصرة. وردًا على سؤال حول رسالة مؤتمر زعماء الأديان، نوّه إيساجالييف بأن أستانا عازمة على الاستمرار في تعزيز الحوار بين الأديان على أرضها، ومن أجل ذلك أنشاء قصر السلام والمصالحة عام 2006؛ لاستضافة هذه الحوارات ومن بينها مؤتمر زعماء الأديان الذي بدأ منذ عام 2003، فضلًا عن تخصيص جائزة أستانا الدولية الخاصة للحوار بين الأديان عام 2017، وستقدم لأول مرة هذا العام الميدالية الفخرية للكونجرس. وأكد أرمان إيساجالييف سفير كازاخستان بالقاهرة، في ختام حديثه، أن هناك ممثلين عن أكثر من 130 مجموعة عرقية تعيش في كازاخستان، ونحو 3 آلاف و600 جمعية دينية تمثل 18 طائفة مختلفة في البلاد، وهي تسعى منذ حصولها على الاستقلال إلى العيش في السلام والوئام، موضحًا أن "بلادنا تقدم نموذجًا لا مثيل له في العالم من الوفاق والتعايش السلمي بين القوميات واتباع الديانات المختلفة على أراضيها". وينعقد المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية في العاصمة الكازاخية أستانا في الفترة من 10 إلى 11 أكتوبر الحالي، تحت شعار "قادة عالميون من أجل عالم آمن"، ويشارك في القمة العديد من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين.