ربما يكون عام 2018، هو العام الذي كللت به مصر أعوامًا من الجهود في مجال الغاز الطبيعي، حيث شهد منذ بدايته عدة خطوات في مجال الغاز الطبيعي، استكملت المجهودات الكبيرة في المجال على مدار السنوات الماضية، وكُللت بإعلان وزارة البترول تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز المسال. وأعلن وزير البترول، طارق الملا، اليوم، في تصريحات لوكالة رويترز أن مصر أوقفت تمامًا استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج بعد أن تسلمت آخر شحناتها المستوردة منه الأسبوع الماضي. إعلان الوصول للاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في مصر، ربما يكون التاج الذي وضعه وزير البترول على رأس العام، الذي امتلأ بالاتفاقيات والاكتشافات المتتالية في مجال الغاز، حيث أعلنت مصر في فبراير العام الجاري، توقيع اتفاق مبدئي مع قبرص واليونان وإيطاليا على إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي، برعاية الاتحاد الأوروبي. وتهدف الاتفاقية إلى ربط حقول الغاز بشرق المتوسط بإيطاليا عبر قبرص واليونان، كما أنه يمتد من قبرص إلى مصر عبر خط أنابيب بحري من المنطقة الاقتصادية بقبرص إلى نقطة محددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة أو البرية بمصر، بهدف توريد الغاز للشبكة القومية للغاز الطبيعي، أو إعادة تصديره من خلال مصانع الإسالة بمصر، إما للاستفادة بالغاز في السوق المحلية أو العمل على تصديره بعد إسالته فى مصنعى الاسالة بدمياط وإدكو. وفي مايو الماضي، وقع طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، مع نظيره اليوناني، اتفاقية مع قبرص لربط حقل "أفروديت" القبرصي للغاز بمنشآت الغاز الطبيعي المسال في مصر، وهي الاتفاقية التي أكد بلغاريا رغبتها في الانضمام لها، وذلك أثناء لقاء بويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا، الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، منذ أيامٍ قليلة. اكتشافات الغاز في مصر أيضًا كان لها نصيبٌ مع عام 2018، ففي يونيو الماضي، جرى اكتشاف حقل "نور للغاز" بمنطقة امتياز شروق بالبحر المتوسط في المياه الاقتصادية المصرية، وأشارت بعض الدراسات إلى أن إنتاج الحقل "سيكون الأكبر في تاريخ مصر"، ويبلغ 3 أضعاف حقل "ظهر"، الذي اكتشفته مصر قبل 3 سنوات. وفي نهاية أغسطس الماضي، أعلنت شركة إيني الإيطالية، عن اكتشاف حقل غاز جديد في منطقة امتياز شرق الأُبيض الواقعة بالصحراء الغربية. وقالت الشركة في بيان على موقعها الرسمي، إن الحقل في منطقة جنوب "فارميد" للتنقيب الواقعة شمال امتياز مليحة، ويصل عمق البئر إلى 17 ألف قدم مكعب، وينتج 25 مليون قدم مكعب بشكل تجريبي، وهو ما اعتبرته الشركة تأكيدًا لإمكانات واعدة في امتياز شرق الأُبيض.