اتهمت حكومة مالي وانفصاليو الطوارق، فرنسا اليوم، بعدم بذل جهود كافية لحل الأزمة السياسية فيما يبرز الصعاب التي تواجهها باريس للخروج بنفسها من هذه الأزمة في مستعمرتها السابقة. وكانت الحكومة الانتقالية في مالي قد وقعت اتفاق سلام مع ممثلي الطوارق في منتصف يونيو يسمح بإجراء انتخابات عامة. وفي إطار الاتفاق وافقت باماكو على بدء محادثات في مطلب الطوارق مزيد من الحكم الذاتي لكن هذه المفاوضات تعثرت. وقال رئيس مالي المنتخب حديثا إبراهيم أبوبكر كيتا لصحيفة "لوموند" في مقابلة: تحرير البلاد تم بالمشاركة بين قوات فرنساومالي حتى كيدال وبعد ذلك منع الجيش المالي من التقدم، مضيفا "بالنسبة لشخص مثلي صديق لفرنسا بوسعي أن أرى رد فعل سلبيا للحماس تجاه فرنسا من جانب شعب مالي الذي رحب بالتدخل". وقال كيتا "المجتمع الدولي يجبرنا على التفاوض على أرضنا مع أناس رفعوا السلاح في وجه الدولة، أذكركم بأننا في دولة مستقلة." ورفض مسؤول فرنسي الاشارة إلى أن باريس تعاونت في أي وقت من الأوقات مع متمردي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد وقال إن المحادثات بين باماكو وانفصاليي الطوارق هي شأن مالي كانت فرنسا تراقبه فحسب. وينص اتفاق يونيو الذي سمح للحكومة بالعودة إلى كيدال قبيل الانتخابات على بقاء المتمردين في كيدال شريطة العودة إلى ثكناتهم تحت إشراف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتوقف عن حمل السلاح علنا وإزالة جميع الحواجز على الطرق. وقالت حركة تحرير ازواد في 29 نوفمبر إنها أنهت وقفا لإطلاق النار استمر خمسة أشهر مع حكومة مالي وحملت السلاح مرة أخرى وذلك بعد يوم من اشتباك قوات الحكومة مع محتجين يلقون الحجارة منعوا زيارة رئيس الوزراء لكيدال، وقالت إن باماكو لا تفي بالجزء الخاص بها من الاتفاق. وقال موسى آج أساريد ممثل جبهة تحرير ازواد في أوروبا متحدثا من باريس إن الجماعة ليس أمامها بديل غير الدفاع عن نفسها إذا هاجمتها القوات المالية نظرا لأن محادثات السلام لم تحرز تقدما، وأضاف للصحفيين أن باماكو لا تظهر "رغبة سياسية" في المضي قدما وأن باريس لا تتقدم للسيطرة على الوضع. وقال "إذا لم تتخذ باريس قرارا شجاعا وتضطلع بمسؤولياتها فنحن عرضة للأسف لأن نجد أنفسنا في وضع رهيب، فرنسا تتحمل مسؤولية تاريخية عن إيجاد حل. لماذا لا يحاول الرئيس الفرنسي أولوند إيجاد حل قبل أن تعيد القوات الحكومية نفس مهزلة الماضي. وجاءت تصريحات رئيس مالي عشية قمة تعقد في باريس حيث ستحاول فرنسا إقناع زعماء أفارقة بأنها لم تعد تستطيع القيام بدور الشرطي في القارة حتى وهي تستعد للتدخل في صراع جديد في جمهورية إفريقيا الوسطى.