على الرغم من تعرض حزب الوفد خلال الفترة الماضية لعدد من الأزمات، أدت إلى فقدانه لقوته في الشارع، وتراجعه في المشهد السياسي، إلا أن المستشار بهاء أبوشقة، منذ توليه مقاليد الحزب وهو يسعى إلى استقطاب عدد من الشخصيات العامة والمشاهير، وضم أعضاء جدد تحت المظلة الوفدية. ويشهد الحزب، مؤخرا حالة من الجدل الواسع بين صفوف قواعده وقياداته، إثر قرار أبوشقة، بفصل النائب محمد فؤاد، من الحزب وكافة تشكيلاته، واستقالة النائب أحمد السجيني، فضلا عن انسحاب 20 عضوا من الحزب. وكشفت مصادر وفدية ل"الوطن"، أن أعضاء الحزب المستقيلون لا يمثلون أزمة، و"الوفد" جاهز بالبدائل لشغل مناصب القيادات التي انسحبت مؤخرا. وقال ياسر الهضيبي، المتحدث باسم حزب الوفد، ل"الوطن"، إنه لا يوجد استقالات لأعضاء في الحزب، والأمور داخل "بيت الأمة" تحت قيادة أبوشقة، مستقرة وتسير في الطريق الصحيح، وكل يوم ينضم أعضاء جدد، ثقة منهم في اسم "الوفد" العريق وفي قياداته الحالية. ومنذ أن تقلد أبوشقة رئاسة الحزب وهو يحاول لم شمل بيت الأمة، ونجح في عودة الطيور المهاجرة وعلى رأسهم فؤاد بدرواي للحزب مرة أخرى. مساعي أبوشقة للنهوض ب"الوفد" لم تتوقف فقط على عودة المفصولين بل تمكن خلال الفترة الماضية من استقطاب عدد من الشخصيات العامة والفنانين والرياضيين. المتحدث العسكري السابق للقوات المسلحة، العميد محمد سمير، كان أول الشخصيات التي وقعت على استمارة انضمامه لعضوية "الوفد" في مايو الماضي، وتقلد منصب مساعد رئيس الحزب لشؤون الشباب، الذي أوضح أسباب اختياره ل"الوفد"، قائلا: "أعرق حزب وتاريخه مشرف، ولديه تجارب عميقة وتاريخية، وأستطيع من خلاله تحقيق ما نحلم به". ولم يكن المتحدث العسكري السابق، هو الأخير في دخول "بيت الأمة"، ولكن كان المفتاح والدفعة الحقيقية لانضمام عدد كبير من نجوم المجتمع والمشاهير تحت المظلة الوفدية، وعلى رأسهم هشام يكن، لاعب المنتخب المصري السابق، وعمرو زكي، لاعب نادي الزمالك السابق، والفنان علاء مرسي، والفنان محمد عبد الحافظ، واللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والمهندس طارق الحديدي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للبترول السابق، وخالد قنديل، رئيس مجلس إدارة أحد شركات الأدوية، والإعلامية إيمان العقاد، ورجل الأعمال حسين القليعي. "الوفد به نشاط سياسي وحزبي ملحوظ منذ تولي أبوشقة قيادته، وبه لجنة رياضية سأقدم من خلالها عددا من المشروعات والقوانين من أجل خدمة المجال الرياضى"، كما يقول هشام يكن، لاعب المنتخب المصري السابق، معربا عن سعادته بالانضمام ل"الوفد"، آملا في أن يكون إضافة داخل بيت الأمة. وعقب انضام "يكن" للحزب، أعلن المستشار بهاء أبوشقة، عن توقيع عمرو زكي، لاعب نادي الزمالك السابق، على استمارة عضوية الوفد، وانضمامه للجنة الرياضة بالحزب. يقول الفنان علاء مرسي، إن حزب الوفد هو قلعة الديمقراطية والحريات والرأي والرأي الآخر، ومن خلاله سنقوم بعمل مشروعات لتنمية المجتمع، والاهتمام بالشباب ورعاية أطفال الشوارع، والوفد هو الحزب الذي لديه القدرة على تنفيذ هذه المشروعات على أرض الواقع. "حزب الوفد له تاريخ عريق وتشرفت بعضويته، خاصة في ظل وجود قيمة وقامة كبيرة مثل المستشار بهاء أبو شقة على رأس هذا الحزب، وهو الأمر الذي شجعني ودفعني للانضمام إليه"، هكذا أوضح الفنان محمد عبد الحافظ، أسباب توقيعه على استمارة عضوية الوفد، داعيا زملائه الفنانين بضرورة ممارسة العمل العام من خلال الانضمام إلى بيت الأمة. ويرى اللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه رغم ظهور عدد كبير من الأحزاب، إلا أن حزب الوفد يظل هو الكيان الأنشط والمتواجد بقوة على الساحة، مؤكدا أن انضمامه لعضوية الوفد، جاء إيمانا منه بمبادئ وثوابت الحزب الوطنية. وقال المهندس طارق الحديدي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للبترول السابق: "تفرغت من العمل التنفيذي، وأصبح لدي الرغبة في المشاركة السياسية، واخترت حزب الوفد نظرًا لما يمثله من قيم سياسية ومجتمعية عريقة راسخة في المجتمع المصري". ويعد حزب الوفد الذي أسسه سعد زغلول 1919، من أعرق الأحزاب السياسية، التي حكمت مصر خلال الفترة من 1924 وحتى 1952. كان "الوفد" هو حزب الأغلبية قبل ثورة 23 يوليو، التي أنهت عهد الملكية، وحولت البلاد إلى النظام الجمهوري، ولم يعد الحزب إلى نشاطه السياسي إلا في عهد الرئيس أنور السادات، بعد سماحه للتعددية الحزبية، وقد اتخذ لنفسه اسم حزب الوفد الجديد 1978.