أحمد قليل الرباية عبده هو اللى مسمى نفسه كده، «أحمد قليل الرباية عبده» والاسم على غلاف ديوان شعر عامى فصيح، والديوان مهدى إلى شوقى محمود إسماعيل جاد بصفته خال المؤلف وكبير عائلة جاد، وهو صديقى وابنى العزيز، وإذا سألتنى عنه أقول هو قصيدة، أبدعها شاعر الملاحم الشعبية عمنا محمود إسماعيل جاد، المشهور عند العامة بملحمة أدهم الشرقاوى وإذا رجعنا لقليل الرباية اللى هو ديوان أحمد عبده، حنلاقى مقدمة بتقول: «كل ما تضيق الدنيا فى عينى وأخاف على مصر ويعصرنى الألم، أفتكر موقف حصل معايا يوم 25 يناير سنة 2011 يومها وبحكم مهنتى، قررت أنزل وأغطى أحداث المظاهرة فى قلب ميدان التحرير الساعة خمسة بعد الظهر كنت واقفة بين المتظاهرين الشباب مذهولة بأعدادهم اللى ماتوقعتهاش أنا وغيرى حتى النظام نفسه، فجأة تقع جنبى قنبلة مسيلة للدموع، أتسمر فى مكانى من كتر الخوف وأنا باشوف دخانها طالع منها وأتخيل وهى بتنفجر فى وشى. بعد مرور سنتين على الثورة ورغم كل اللخبطة والألم والغموض اللى بنعيشه فى وطن تايه، فإن ولاد البلد دى بتثبت كل يوم إن عودها مش حينكسر وإن ما حدش حيقدر يلف دماغها، وإن بكرة اللى ما جاش رغم الدم اللى اندفع فيه لازم حييجى مهما كان الثمن، «ديوان قليل الرباية» دليل حى على كلامى، فرغم صور الشهدا ومشاهد الموت والإصابات والدم فى التحرير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والاتحادية وغيرها، يطلع أحمد عبده صوت مايخافش يقول: هات القلم والمقلمة ح ارسم ضحكة فوق الشفايف حارسم بسمة على قلب خايف ح ارسم هلال فى حضن الصليب ح ارسم محبة بطعم الحليب ح ارسم طبيب يداوى الوجه، ح أمس لحن من غير شمس ح ارسم لحن من غير شجن ح ارسم حب من غير تمن وح ارسم قلوب متشوقة ورغم خطابات الريس وصوابعه المرفوعة بالتهديد يخرج صوت أحمد يقول: نادى الأدان رديت شمرت واتوضيت خدت العلم وجريت ع الساحة والميادين من بعد عمر عجاف قلب النشيد بهتاف مابقاش الولد بيخاف من ضلمة الزنازين ويكمل بجرأة رغم الوشوش اللى ما بتضحكش وقلوب ما بتصدقش ويقول: اسمح لى يا باشا اكسر قانونك قانون الجماعة لا يسرى بدونك شبعنا شقاوة فى حوش العبيد وباشت وشوشنا فى دم الشهيد شكيت للى جابنى وجابك رئيس فى دعوة ولية فى ليلة خميس فما لقيتش فايدة فرشت الملاية لأنى بطبيعتى قليل الرباية وقال أحمد كتير فى الديوان بهرنى مع قصيدة قليل الرباية اللى صبحت فى يوم لقيتها فى صندوق رسايل صفحتى على الفيس بوك وكان التوقيع للكاتبة نشوى الحوفى اللى ربنا ابتلاها بأحمد قليل الرباية عبده اللى أنا اكتشفت من خلال قراءتى لديوانه الممتع والمفرح لى شخصياً أن الشاعر ليس قليل الرباية، كما يحاول أن يدعى، بل هو عديم الرباية من أساسه ونحن الآن فى حاجة إلى مثل هذه النوعية فى الشعر والنثر والخطابة والقصة والرواية والفن التشكيلى والموسيقى وكل ألوان الإبداع المصرى فى مواجهة الهجمة الظلامية على عقول المصريين وأفهامهم بقصد سرقة وخطف ثورتيهم 25 يناير و30 يونيو اللهم بلغت، اللهم فاشهد.