تعالوا نحسبها سوا قبل ما نقول نعم للسيسى رئيساً أو لا للسيسى رئيساً.. وتعالوا نشوف ونراجع أحوالنا قبل 25 يناير 2011 وما بعد 25 يناير 2011، حتى 30/ 6/ 2013 وما بعد ذلك حتى الآن.. باختصار كنا زمااااان قوى قبل ثورة 1952 وتحديداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دولة شبه متقدمة ودولة شبه متحضرة ودولة شبه ديمقراطية.. وكانت مصر حسب تقرير الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولى مرشحة هى واليابان ليصعدا إلى دول العالم الأول، وجاء فى تقرير صندوق النقد الدولى أن فرصة مصر أكبر بكثير من اليابان، لأن مصر لم يتم تدميرها فى الحرب العالمية الثانية، ولأن اقتصادها «عفى ومتعافى».. بل كان يطلق على مصر قاطرة أفريقيا كما كان يطلق على اليابان قاطرة آسيا.. وكانت «فى رأيى» النكبة الكبرى المسماة بثورة 1952 التى أتت على الأخضر واليابس وانطلقت بمصر من أعلى إلى أسفل وكان صراع من سموا أنفسهم الضباط الأحرار فيما بينهم، وحلت الديكتاتورية المتمثلة فى عبدالناصر محل الشبه ديمقراطية، وتبددت ثروات مصر فى نهب وحروب وهزائم وفساد، وساد المجتمع الحقد الطبقى والتبجح الطبقى وتم تسخير شعب وموارد وثروات مصر من أجل زعامة عبدالناصر، وفى عهده «تدحدرت» مصر إلى أسفل درجات كثيرة.. وجاء عهد السادات وحرب أكتوبر والمصالحات ثم المخاصمات العربية ومعاهدة السلام وبداية التنمية والصعود لأعلى وأوقفت الغولة المتأسلمة صعود القاطرة درجات لأعلى باغتيال السادات.. أما مبارك فمجمل عهده الذى استمر قرابة الثلاثين عاماً أنه أتعس عهد عاشته مصر.. ففى عهده «ولغبائه السياسى وقدراته السياسية والإدارية المحدودة، وذكائه الشخصى فى كيفية الحفاظ على المنصب والكرسى الرئاسى» انحدرت القاطرة بنا حتى قاربت أن تصطدم بسفح الهاوية وتودى بمصر وبنا جميعاً.. وأنا شخصياً ضد كل من يقول إن مبارك شخصية وطنية.. إنه فى رأيى شخصية غير وطنية بالمرة وغير أمينة وغير جديرة بالاحترام.. بل جدير باللعنة.. فهذا الرجل طوال ثلاثين عاماً كانت خلالها تنهض بلاد من قاع الحضارات إلى قمتها مثل ماليزيا والصين والبرازيل.. إلخ، كان هذا الرجل من وجهة نظرى متعمداً أن ينحدر بمصر إلى أسفل من أجل الحفاظ على مقعده الرئاسى.. والأدلة كثيرة.. فثلاثون عاماً كانت كفيلة للغاية، بل ونصفها كفيل للغاية بأن يغرس فى الشعب المصرى أسس وقواعد الديمقراطية وممارساتها.. كانت كفيلة هذه الثلاثون عاماً أو نصفها بأن ينهض بالتعليم الذى هو أساس بناء الحضارات لا أن ينحدر بالتعليم من أجل حرصه عى انتشار الجهل والأمية والجهل السياسى والجهل فى الوعى من أجل أن يحافظ على كرسى عرشه، عملاً بالنظرية السياسية البالية التى تقول: «أن تحكم شعباً جاهلاً أسهل كثيراً من أن تحكم شعباً متعلماً ومدركاً».. وثلاثون عاماً كانت كفيلة ببناء اقتصاد قوى منتعش ومجتمع متعافٍ.. لكن الرجل من وجهة نظرى كان نهماً للسلطة غارقاً وأسرته وحاشيته فى الفساد.. وكانت ثورة 25 يناير 2011 أو مؤامرة 25 يناير أو نكبة 25 يناير كما يسميها البعض والبعض والبعض.. وإن كنت أنا شخصياً أفضل أن أسميها مؤامرة ثورة 25 يناير التى ملخصها من وجهة نظرى أننا كنا ممهدين ومهيئين للثورة، وأنه بالرغم من ذلك فُعل بنا ثورة هى ثورة 25 يناير.. نعم فعل بنا ثورة ونحن نظن أننا نقوم بثورة.. وبالفعل كانت مؤامرة أدت لأن يفعل بنا ثورة.. وبعد الثورات لا بد أن تصعد القاطرة.. ولكن لأنه فعل بنا ثورة فقد زادت حدة وسرعة انحدار القاطرة وأصبحنا ننحدر لأسفل بسرعة صاروخية، سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً.. وفى الأسبوع المقبل بمشيئة الله سبحانه وتعالى نواصل حديثنا عن انحدارنا السياسى والأمنى والاقتصادى والاجتماعى والأخلاقى بعد 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30/ 6/ 2013، فى محاولة لأن نرى أنفسنا وأحوالنا فى المرآة، قبل أن نعقد النية ونقول نعم، مؤيدون للسيسى رئيساً، أو لا، غير مؤيدين للسيسى رئيساً.. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.