فى شوارع مختلفة بمنطقة الزاوية الحمراء بشمال القاهرة سكن 4 من الإرهابيين الذين شاركوا فى محاولة تفجير كنيسة مسطرد، ثلاثة منهم ينتمون لعائلة واحدة، أخوان وزوج، ورابعهم ميكانيكى. وبحسب ما أعلنت الأجهزة الأمنية، أمس، فإن سيدة من سكان حى الزمالك شاركت هؤلاء فى التخطيط للجريمة.. «الوطن» انتقلت إلى محل سكن هؤلاء المتهمين ورصدت طبيعة حياتهم وآراء جيرانهم فيما حدث. فى منطقة هادئة وداخل منزل مكون من 4 طوابق، يتوسط شارع جمال الأفغانى ب«الزاوية الحمراء»، حيث تبدو البيوت بدائية أغلبها بالطوب الأحمر، الصمت يسود أرجاء المكان، والحركة فيه تبدو منعدمة، يبرز منزل أحد المتهمين، ويُدعى «يحيى»، مغلقاً بباب حديدى متوسط الحجم، البعض يتداول ما حدث فى حيرة، لتقف سيدة، طلبت عدم نشر اسمها، داخل سوبر ماركت صغير، تتحدث مع رجل عجوز عما حدث أمس، قائلة: «الدنيا كانت مقلوبة، وأخدوا يحيى المتدين»، ولفتت إلى أن المتهم لديه 4 أبناء أكبرهم طالبة بالصف الخامس الابتدائى، ورغم صغر سن أطفاله البنات الثلاث، فإن «يحيى» كان يرفض خروجهن بدون ارتداء الحجاب. وبجانب ورشة الميكانيكا التى يمتلكها «يحيى» وإخوته، بشارع «الغيط»، أكد محمد أحمد»، الشهير ب«عاطف»، وهو جالس داخل ورشة الخراطة المجاورة لمكان عمل المتهم، أن «يحيى عمره ما عمل حاجة لحد وجه قال له دى بايظة»، أما عماد سعد، أحد الجيران، فقال: «يحيى عمره ما كلمنى فى الدين رغم إنى مسيحى، وأنا الوحيد اللى كنت باخد اللى أنا عايزه من الورشة من غير إذن». جيران «هيثم»: «تركوا الزاوية من سنة ونص وانتقلوا للعبور.. وشفناه من 4 أيام لما جه ياخد الإيجار» من شارع جمال الأفغانى إلى العقار 44 بشارع «أحمد رمضان»، حيث الهدوء يخيم على منزل المتهم «هيثم أنور» وزوجته «نهى أحمد».. المنزل مكون من 6 طوابق، بجوار المنزل وقف عبدالله سيف، 72 عاماً، داخل محل المخلل الخاص به، وهو يقول: «أنا فى المنطقة من صغرى، وهيثم زيى، وورث البيت ده من أبوه هو واخواته، وكان ساكن فى الدور التانى، وأمه فى التالث، واخواته الأربعة فى باقى الأدوار، وهو كان أصغرهم». باع أهل «هيثم» شققهم خلال السنوات الماضية، والمتهم هو آخر شخص ترك العقار، حسب «عبدالله»: «باع شقته لواحد من حوالى سنة ونص، وخد شقة فى سكن الشباب فى العبور»، وتابع: «هيثم مش انطوائى، كان شغال على عربية تبع شركة، بيروح ياخد علب الجبنة من بتوع الجملة ويوزعها على محلات منتجات الألبان، ويقعد يهزر معانا عادى ويطلع على بيته، وبيسلم عليا فى الرايحة والجاية». كان «هيثم» يقضى أغلب وقته فى المنزل أو يجلس مع محمد «المكوجى» الذى يبعد عن منزله بخطوات بسيطة، مشيراً إلى أن شقيق زوجة المتهم، التى تم القبض عليها أيضاً، كان يتردد عليهم كثيراً قبل انتقالهم لمنطقة العبور، فيما لفت سعد أحمد، أحد الجيران، إلى أنه يسكن بالطابق الخامس من نفس العقار منذ 8 سنوات تقريباً ولم يلحظ أى تصرفات غريبة على «هيثم»، مضيفاً: «كان متدين بس مش متشدد ولا حاجة، ومابيقعدش على قهوة ولا بيشرب سجاير حتى». «هيثم» لديه 4 أبناء، منهم بنت اسمها «رضوى» فى المرحلة الثانوية، وثلاثة أولاد، منهم اثنان فى المرحلة الثانوية، والثالث فى الابتدائية، حسب سمر خالد، المقيمة فى الطابق الثانى من نفس العقار: «أجّرت من هيثم شقتى، ومراته نهى كانت منتقبة، ولما كنت بتكلم معاها كانت بتشتكى من إنه بيقعد قدام التليفزيون وسايبها»، معبرة عن دهشتها من خبر القبض عليه: «كان هنا من 4 أيام وأخد من جوزى الإيجار ومشى». وداخل أحد شوارع حى الزمالك، وبالتحديد 35 شارع محمد مظهر، تصدّر نصب تذكارى للفنان الراحل فؤاد المهندس العقار الذى كان يقطن بالدور الثامن فيه إحدى المتهمات بمحاولة تفجير كنيسة مسطرد. ويؤكد عادل على، أقدم حراس العقار بالمنطقة، عدم وجود أحد من سكان العمارة يحمل اسم «رضوى»: «أنا هنا من ساعة ما اتولدت وعارف المنطقة كويس، وماسمعتش الاسم ده قبل كده»، مضيفاً أن أغلب قاطنى العمارة كبار سن وذوو مناصب رفيعة، فيما لفت جابر عبدالحليم، 83 عاماً، مالك العقار رقم 35، إلى أن الأخبار المتداولة حول وجود تلك السيدة ضمن سكان العمارة «غير صحيحة».