تراجعت البورصة الروسية اليوم، بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على صلة بتسميم عميل مزدوج سابق بغاز نوفيتشوك في بريطانيا، تسببت كذلك بهبوط الروبل إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ قرابة عامين. وبعد تراجع سجل الأربعاء في إطار ترقب فرض عقوبات جديدة أدى الإعلان عنها إلى هبوط كبير في المؤشرين الرئيسيين في بورصة موسكو. وتجاوز سعر الدولار 66 روبل، صباح اليوم الخميس، لأول مرة منذ نوفمبر 2016 في حين تجاوز اليورو 77 روبل لأول مرة منذ إبريل. وفقد مؤشر "أر تي إس" في بورصة موسكو 3.2% و"مويكس" 1.2% في حوالي الساعة 7,45 ت غ بسبب تراجع سعر أسهم شركة الطيران أيروفلوت شبه الحكومية بنسبة 10.59% بعد أن اعلنت إدارة ترامب أنها ستمنعها من تسيير رحلات إلى الولاياتالمتحدة وفق وسائل إعلام أميركية. وفقد مصرف سبربنك العملاق شبه الحكومي 4.72%. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن العقوبات دون أن تكشف عن تفاصيلها رسميا لكنها ربطتها بتسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال بغاز نوفيتشوك للأعصاب في مطلع مارس في سالزبري. وقال مسؤول أميركي في وزارة الخارجية للصحافيين طالبا عدم الكشف عن اسمه ان العقوبات تشمل حظر بيع روسيا تكنولوجيا "حساسة" كتلك المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية ومعدات المعايرة وهي تكنولوجيا كان يسمح ببيعها سابقاً كل حالة على حدة. وقد تشمل هذه العقوبات، وفق المسؤول نفسه، صادرات بمئات الملايين من الدولارات إلى روسيا. ولا يزال الاقتصاد الروسي يعاني من العقوبات الدولية التي فرضت على موسكو في 2014 اثر ضمها جزيرة القرم، وكذلك بسبب انهيار أسعار النفط حينها. وفي حين عادت روسيا إلى تسجيل نمو في 2017 بعد سنتين من الركود، فإنها لا تزال بعيدة عن أرقام النمو التي تحققت في أول ولايتين رئاسيتين لفلاديمير بوتين 2000-2008 بفضل ارتفاع أسعار النفط. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن واشنطن "تأكّدت في 6 أغسطس من أنّ الحكومة الروسية استخدمت أسلحة كيميائية أو بيولوجية، في خرق للقوانين الدولية". وأضافت أنه بموجب القانون الأميركي حول الأسلحة الكيميائية فإن هذا يستتبع فرض عقوبات اقتصادية تدخل حيز التنفيذ في 22 أغسطس إذا لم يعترض عليها الكونجرس.