قبل عامين خلع عن نفسه ثوب الدعوة، وبدا سياسياً ومنظِّراً من الطراز الأول، احتكر لنفسه الحق فى تقرير مصير الثورة قبل إكمالها العام الأول.. فى لقاء تليفزيونى فى نوفمبر 2011 جلس محمد بديع -المرشد العام للإخوان- مدافعاً عن موقف الإخوان المقاطع لأحداث شارع محمد محمود الأولى، ومقراً بعدم نزولهم: «إحنا فعلا قلنا محدش ينزل التحرير عشان المشاكل الموجودة هناك»، حسب كلام «بديع» فى اللقاء. «يا ما فى الجراب يا حاوى»! تخاذل الإخوان ومعارضتهم لمواقف الثوار تاريخ موثَّق، فالإخوان الذين أعلنوا إحياء ذكرى محمد محمود لهذا العام يشهد عليهم كلام مرشدهم وتأكيده بقاء الجماعة فى المنزل والثوار فى الميدان: «مش كل ما حد ييجى يطلب من الإخوان ينزلوا مليونية ننزل». «بديع» قصر حالات التظاهر على الأمور العظيمة والمتفق عليها، حسب الفيديو، وحددها فى رده: «قلنا هننزل عند تعطيل الانتخابات أو اللعب فى الدستور.. عند الاتنين دول بالذات هننزل مليونية». عصام الشريف -منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى- يسجل شهادته: «محمد محمود كانت أولى خطوات بيع الإخوان للثورة وجريهم ورا الصفقات والمكاسب السياسية»، وفقا له. يؤكد «الشريف» أن سماح الثوار للجماعة بالوجود فى محمد محمود خيانة لدماء شهدائه.