جاء على رأس وفد من الصحفيين والإعلاميين الكويتيين فى زيارة إلى مصر للاطمئنان على وطنه الثانى وشقيقة بلاده الكبرى وتقديم الدعم والمؤازرة الشعبية لثورة 30 يونيو.. إنه أحمد الجار الله عميد الصحافة الكويتية، ورئيس تحرير «السياسة الكويتية»، والرئيس الفخرى لجمعية الصحفيين الكويتيين، الذى أكد ل«الوطن» استمرار دعم بلاده لمصر، رغم محاولات العناصر الإخوانية الموتورة هناك رفع دعوى قضائية تطالب بوقف المساعدات لها. وقال إن دعم مصر يعد قرار أمن قومى ومسألة سيادية فى يد الأمير وحده، الذى أعلن عن زيارة تاريخية إلى القاهرة فور انتخاب رئيس الجمهورية الجديد لتقديم الدعم الكامل له. ورأى أن مصر تحتاج فى الوقت الراهن إلى رئيس يمتلك زعامة كاريزمية وحنكة سياسية مثل الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وأن قطر تغرد خارج السرب الخليجى، وأن «الجزيرة» لم تعد قادرة على صناعة الثورات مهما دعمت الإخوان. وقال إن «مرسى» المعزول «جزار» يستحق الإعدام لجرائمه فى التخابر والتحريض والقتل. فإلى نص الحوار.. ■ هل الدعم الكويتى لمصر مستمر، رغم ما نسمعه عن وجود دعوى قضائية بوقف المساعدات إلى مصر؟ - الدعم الكويتى لمصر مستمر، لأن قضايا السياسة العليا وما يهم الأمن القومى الكويتى بيد أمير البلاد، والعلاقة مع مصر قرار سيادى بيد الأمير وحده، والدعوى القضائية مجرد «شوشرة» من بعض العناصر الإخوانية الموتورة بالكويت، وبلادنا بها هامش حرية يسمح لأى مواطن برفع أى قضية، وأحياناً هناك قضايا ضد الأمير، وهذه القضية لطلب الشهرة وليست جدية، ولا يمكن أن تؤثر على العلاقات بين البلدين. ■ على ذكر الإخوان فى الكويت، كيف أثّر سقوط الإخوان على عناصر التنظيم الدولى بالخليج؟ - الإخوان فى الكويت أو مؤيدوهم لم يتصوروا أن تحدث ثورة 30 يونيو، وأن يقف الجيش المصرى مع الشعب، وتهديدات الفريق أول عبدالفتاح السيسى قبل 30 يونيو لم يأخذوها على محمل الجد، ولكن عندما حدثت 30 يونيو، توارى الإخوان بالخليج والكويت عن المشهد، والآن سقطوا مثلما سقطوا فى مصر. ■ معنى ذلك أنك ترى أن السماح للإخوان بالصعود لم يكن خطأ؟ - ربما يكون المشير حسين طنطاوى أخطأ بتمكينه الإخوان من حكم مصر، ولكنه خطأ يندرج تحت مقولة «رُب ضارة نافعة»، لأن وصولهم إلى الحكم وفشلهم جعل الناس تعرف حقيقتهم، ولا تنسَ أن وصولهم إلى الحكم جاء أيضاً بدعم الولاياتالمتحدة. ■ هل هناك ترحيب خليجى كامل بسقوط الإخوان؟ وماذا عن الموقف القطرى؟ - قطر تغرد خارج السرب الخليجى فى الكثير من القضايا، وحتى فى القضايا المتعلقة بالخليج، والموقف القطرى الرسمى غير واضح مما حدث فى مصر، وهذا ما يجعلها دائماً منتقدَة من الشعوب الخليجية، لأن الخليج تنفس الصعداء بعد سقوط الإخوان، ولم يكن متوقعاً أن تتخذ قطر هذا الموقف الداعم للإخوان الذين كانوا يريدون ابتلاع الخليج والمنطقة كلها، خصوصاً بعد انتخاب «مرسى» الذى عزّز شهوتهم للعبث بالخليج والاستيلاء على السلطة هناك. وقناة «الجزيرة» لم تعد قادرة على صناعة ثورات رغم دعمها للإخوان، ومحاولة قطر الادعاء بأنها مستقلة عن موقف «الجزيرة»، كلام فارغ، وبخلاف ذلك تجد أن الخليج كله مرحب بالثورة المصرية. ولا أعتقد أن «الجزيرة» مؤثرة، لأن الإخوان حكموا مصر وأثبتوا فشلهم، ومن يدّعى أن ما حدث فى مصر انقلاب هم المتضررون مما حدث. وصحيح أن الجيش كان هو أداة التغيير، لكن الشعب المصرى هو من أسقطهم بقوته الهائلة وإرادته الصلبة. ■ الآن «مرسى» فى قفص المحاكمة.. ما انطباعك عن محاكمته؟ - مشهد «مرسى» فى قفص الاتهام يذكرنى بمحاكمة الطاغية صدام حسين الذى تسبّب غباؤه السياسى وعدوانه فى تدمير بلده. وأعتقد أنه سيلقى مصير «صدام» وهو الإعدام شنقاً، نتيجة الجرائم التى تورّط بها، من تخابر وتحريض على القتل، وتقسيم المجتمع المصرى واستعداء أشقائه العرب. وأعتقد أن أى تردد فى محاكمته ستكون له نتائج سلبية، ولكنه يستحق الإعدام، لأنه «جزار»، ولا يستحق أن يحكم بلداً عميق الثقافة والحضارة والعلم والمعرفة مثل مصر، لا هو ولا رفاقه «الجزارون» الآخرون. ■ دعنا ننظر للمستقبل.. كيف رأيتم مستقبل العلاقات المصرية - الكويتية خلال لقائكم مع الفريق السيسى؟ - جمعنى بالفريق السيسى لقاء مطول لمدة 4 ساعات خلال زيارتى إلى مصر، وكان لقاء ود ومحبة أدركت منه كيف يعرف هذا الرجل قدر إخوانه العرب ومدى حرصه على مصلحة بلاده ووطنه العربى، واللقاء كان من المفترض أن يستمر لمدة ساعة، ولكنه امتد 4 ساعات، لأننا رأينا أمامنا شخصية واسعة الثقافة ملمة بتفاصيل الأمور والتطورات الداخلية والإقليمية، وهو ما جعلنا نتناقش فى كل الأمور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ■ هل رأيت أن الفريق السيسى لديه حنكة سياسية؟ - «السيسى» محنك سياسياً، وحديثى ليس مجاملة، فأنا عاصرت كل رؤساء مصر خلال الخمسة عقود الماضية بداية من الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ولكن شخصية الفريق السيسى نادرة وتجمع مميزات الكثير من القادة الذين شهدتهم مصر، ووجدت أنه رجل متواضع يمتلك كل مقومات الزعامة، بدليل شعبيته الجارفة فى مصر، بل فى العالم العربى. ومصر بحاجة إلى شخص لديه قدرة على تسويق مكامن الفرص المصرية للعالم، ويحدث ثورة قوية فى القوانين التى «شاخت وهرمت»، ومصر تحتاج إلى زعامة مثل زعامة الرئيس الأمريكى الأسبق ديفيد آيزنهاور الذى كان لديه خلفية عسكرية أيضاً، وكل هذه المقومات متوافرة فى الفريق السيسى، ومصر الآن بحاجة إلى هذه الكاريزما الرئاسية. ■ وأمام هذه الشعبية الجارفة، هل سيكون الفريق السيسى رئيس مصر المقبل؟ - يبقى القرار يخصه فقط، ولكن ربما لديه شعور بالخشية لعدم تلبية كل طموحات الشعب المصرى فى وضعها المتعثر حالياً، ولكن من تجاربى وفهمى لتاريخ المنطقة، أعتقد أن هناك أدوات وطرقاً يمكن أن تساعد رئيس مصر المقبل على تلبية طموحات الجماهير، وأعتقد أن أكثر من يمتلك هذه الأدوات هو الفريق السيسى، ونحن فى دول الخليج نستثمر أكثر من 2 تريليون دولار بالعالم، ومن مصلحتنا أن نستثمر 200 مليار دولار فى مصر لكى تبقى قوية، وهذا ما نحاول أن ندفع باتجاهه خلال زيارتنا لمصر. وهو ما يلقى تأييداً من الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذى سيزور مصر بعد الانتخابات الرئاسية وإقرار الدستور. ثورة حقيقية من يقول إن ما حدث فى 30 يونيو انقلاب عسكرى هم المتضررون من سقوط الإخوان الذين كانوا يستغلونهم كمطية وجسر للوصول إلى مصالحهم فى مصر والمنطقة، وعلى رأسهم تركيا، وهى دولة ليس لها أهمية فى الموازين الدولية. وتواصلت مع مبارك خلال ثورة 25 يناير فحذرنى من أن القادم بعده هم الإخوان الذين ليس لديهم أجندة وطنية، ونصحته بترك مصر والمجىء إلى الكويت أو الإمارات، فرفض وقال لى: «لم أرتكب جريمة لكى أهرب من بلدى وسوف أموت وأدفن فى وطنى».