تهتز الشباك فتنفجر المدرجات فرحا، الشماريخ تضيء سماء إستاد المقاولون العرب، الأهلي يؤكد صدراته الإفريقية بالهدف الثاني لأحمد عبد الظاهر، اللاعب يطير فرحا بالهدف، يجري وسط زملائه مهللا، ولكنه لم يعلن نواياه ليفاجئ الكاميرات برفع الأصابع الأربعة موجها إليها شارة "رابعة العدوية"، لتتلون الليلة الرياضية المبهجة بألوان السياسة، والصراع الدائر في مصر الآن بين جماعة الإخوان والسلطة، فعبد الظاهر اختار ليلة النهائي الإفريقي ليعلن الوفاء لضحايا أحداث "رابعة العدوية"، وكأن المحافل الرياضية الدولية الكبرى، أصبحت موسما رياضيا للمنتمين والمتعاطفين مع الإخوان للظهور بشارة الأصابع الأربعة، إلا أن هذه المرة انتقلت الظاهرة من حلبة الألعاب الفردية إلى المستطيل الأخضر وأضواء الساحرة المستديرة. ويبدو أن الحكومة التي عجزت عن مواجهة مشاكل المصريين، عجزت أيضا عن منع ظهور "الشارة التي يتخذها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي شعارا لهم في الفاعليات الرياضية الدولية"، فبعد الواقعة الشهيرة لاعب منتخب مصر الكونغوفو محمد يوسف، المتوج ببطولة العالم، بارتداء قميص عليه شارة "رابعة" أثناء تكريمه على منصة التتويج، وترحيل اللاعب من روسيا واتخاذ قرارات من وزارة الرياضة بإيقافه، تكررت الواقعة مع زميله في المنتخب هشام عبد الحميد، الذي توج بفضية بطولة العالم بماليزيا، حيث أشار بعلامة رابعة داخل الصالة المغطاة بماليزيا أثناء أدائه التدريبات قبل مباريات البطولة. عقوبات وزارة الرياضة، والتصريحات النارية لطاهر أبو زيد بإيقاف وشطب أي لاعب يستخدم شعارات سياسية في الملاعب الرياضية، لم تثن لاعب منتخب مصر في الملاكمة عبد الرحمن صلاح، الذي حصل على ميدالية ذهبية في بطولة إفريقيا من رفع الشارة ذاتها أثناء تتويجه بالبطولة، إضافة إلى صور تداولتها صفحات ومواقع مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي ادعت أنها للاعبي منتخب مصر للكارتيه وهم يرفعون شارة "رابعة العدوية" في بطولة العالم للكارتيه، ولكن لم يظهر أي تصريح رسمي يؤكد أو ينفي الواقعة. مشهد "رابعة" الذي انتقل من مجرد لافتة يخرج بها أنصار الرئيس المعزول في تظاهرتهم، إلى شعار يستخدمه كل أنصارهم والمتعاطفون معهم، تحول إلى ظاهرة منتشرة في الوسط الرياضي، يحاول أن تروج له الجماعة على الساحة العالمية سياسيا، فيما يرى من يرفعه، كعبد الظاهر ويوسف الذي نفي انتماءه للجماعة، أنه تعاطف إنساني مع ضحايا الأحداث ووفاء لهم ولدمائهم، ولكن حتى المشاعر الإنسانية تروج لها الجماعة وقياداتها وآلتها الإعلامية سياسيا.