كانت كتب عمه، فى صغره، تدفعه للتلصص على ذلك العالم، فيأخذ كتاباً ويقرأه ثم يعيده، ومع الوقت صارت له أفكاره الشخصية، وكتبه التى يفضلها عن غيرها، وفى سياق منفصل كان ركوب الدراجات هوايته ورياضته المفضلة، وحين التحق بكلية الهندسة قرر أن يجمع بين الكتب والدراجات، من خلال توصيل الكتب للراغبين بمقابل بسيط، ليكون الشاب «دليفرى دراجات». منذ أشهر قرر بولا ناجى، ذو ال21 عاماً، تنفيذ فكرة توصيل الكتب، وكل ما كان يحتاج إليه الوقت ودراجة جديدة، فالقديمة التى معه لن تسعفه فى المشاوير الطويلة، فقرر البدء فى تنفيذ خطته بعرض الفكرة على أصدقائه أولاً ولم يجد منهم سوى التشجيع، ثم اشترى دراجة كلفته 1500 جنيه، وأنشأ صفحة على «فيس بوك» وضع عليها رقم هاتفه وفكرته، ثم انتظر المكالمات التى سيبدأ بعدها العمل: «من صغرى بحب الكتب، وكان دايماً بيجيلى انتقاد على شرائى للكتب، واللى يقول لى ما تقرأ على النت ومتجبش بفلوس بس أنا مبحبش كده»، يحكى طالب الهندسة بجامعة عين شمس، الذى يستغل فترة الإجازة فى توصيل الكتب، وفى الدراسة يجمع بين القراءة والمذاكرة بشكل بسيط: «أهم حاجة وجود نظام، وطول ما الواحد حاطط عينه على الوقت كويس هيقدر يعمل كل اللى عايزه». يدرس الهندسة ويوصل الكتب بدراجته.. «منها رياضة ومنها فلوس» يعمل والد «بولا» فى البريد، وكان يعترض فى البداية على تصرف الشاب، لكنه أخيراً اقتنع بما يفعل، وكانت والدته تشجعه: «كانوا خايفين دراستى تتأثر، بس بعدين عرفوا إنى مش هوصل كتب كتير فترة الدراسة». من شبرا مصر إلى المعادى والزمالك وحدائق القبة وأماكن أخرى، تحرك الشاب لتوصيل كتب لبعض الراغبين، ويشتريها من مكتبات تعطى له بعض التخفيضات: «الفكرة إن فيه ناس معندهاش وقت تروح تجيب كتب، فبروح أنا ومنها بعمل فلوس ولو بسيطة ومنها بمارس رياضة بالعجلة». 5 جنيهات حتى 15 جنيهاً، متوسط ما يحصل عليه الشاب مقابل توصيله الكتب إلى الراغبين فيها.