تصاعدت الصراعات والتربيطات بين أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور، خاصة جبهتى عمرو موسى، رئيس اللجنة وسامح عاشور، نقيب المحامين، مع اقتراب اللجنة من التصويت المبدئى على التعديلات ويزيد الصراع اشتعالاً المواد الخلافية المؤجل حسمها للجلسة العامة. ففى لجنة المقومات الأساسية التى كانت تناقش مواد الهوية اضطر ممثلو الأزهر لتكوين لوبى مع ممثلى حزب النور لمواجهة لوبى ممثلى الكنيسة مع أعضاء منتمين للتيار المدنى المتحرر مثل المخرج خالد يوسف والدكتور محمد غنيم الذين كانوا يطالبون بالسماح لكل غير المسلمين بالاحتكام لشرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية. وفى لجنة نظام الحكم، ظهر لوبى بقيادة عمرو الشوبكى رئيس اللجنة ومعه ضياء رشوان، نقيب الصحفيين ومحمد سامى، رئيس حزب الكرامة، فى مقابل الدكتور السيد البدوى ومعه عدد من الأعضاء، مثل أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، واشتد الصراع بينهما فى الخلاف على مجلس الشورى الذى أقرته اللجنة خلال اجتماع، غاب عنه عمرو الشوبكى وضياء رشوان، إلا أن لوبى «الشوبكى - رشوان» ضغط لوقف إقرار باقى مواد مجلس الشورى داخل اللجنة، التى لم تقر سوى الأحكام المشتركة لمجلسى الشعب والشورى. وعلى مستوى لجنة الخمسين، ظهر صراع كبير على السطح بين لوبى بقيادة سامح عاشور، نقيب المحامين، رئيس لجنة الحوارات المجتمعية ويضم أغلب الأعضاء من ذوى الانتماء الناصرى واليسارى باللجنة، مثل: ضياء رشوان وخالد يوسف ومحمد غنيم ومحمود بدر، وبين لوبى مواجه له بقيادة عمرو موسى رئيس اللجنة، ويضم الدكتور السيد البدوى وممثلى حزب النور وممثلى الأزهر والدكتور عبدالجليل مصطفى والدكتور جابر جاد نصار. وبدأ الصراع منذ منافسة الاثنين على رئاسة اللجنة التى حسمت لمصلحة عمرو موسى، وبعدها ظهرت محاولات دائمة من عاشور لإحراج موسى وعرقلة عمله، من خلال طرح قضايا جدلية على اللجنة، مثل قضية وضع دستور جديد بدلاً من تعديل دستور 2012 المعطل التى ظل عاشور متمسكاً بالحديث عنها على مدار جلسات عديدة، على الرغم من تأكيدات «موسى» بأنهم يمكن أن يعدلوا كل مواد الدستور، والنتيجة ستكون واحدة. وتحالف لوبى عاشور أيضاً مع ممثلى الكنيسة لرفض أى محاولات من قبل «موسى» لحل أزمة مواد الهوية بصورة تلبى الحد الأدنى لمطالب حزب النور، ورفضهم لنتائج جلسات التوافق التى أجراها رئيس الخمسين مع ممثلى حزب النور والأزهر لحل أزمة مواد الهوية، وهى الجلسات التى أغضبت ممثلى الكنيسة لعدم دعوتهم بها. وساهم الخلاف الشديد داخل اللجنة مؤخراً على مجلس الشورى، فى اشتعال الصراع بين جبهتى «موسى وعاشور»، وظهر الخلاف الشديد بينهما خلال المشادة التى شهدتها الجلسة المسائية للجنة الأربعاء الماضى، وشهدت انفعال «عاشور» بشدة على «موسى» بسبب رفض موسى إعطاء الكلمة له لطرح أمر التصويت على بقاء مجلس الشورى، وأعطى الكلمة للدكتور محمد أبوالغار، ما أدى لانفعال «عاشور» قائلاً: «مش سامح عاشور اللى يحصل معاه كده.. إزاى تتجاهلنى؟». واستمر عاشور فى انفعاله لعدة دقائق، حتى استطاع «موسى» إنهاء الأزمة، وأعطى «عاشور» الكلمة، وأدى انفعال نقيب المحامين إلى أن بعض الأعضاء، رفضوا ذكر اسمهم، أكدوا أن انفعال عاشور لم يكن مبرراً وأن الانفعال قد يكون وراءه أسباب شخصية. ويأتى الخلاف على استمرار مجلس الشورى إلى اشتعال الخلاف، حيث يقود «موسى» حملة الموافقة على بقائه فى صورة مجلس شيوخ، بينما يقود سامح عاشور وضياء رشوان حملة الرفض.