قال المستشار عبدالمنعم الغيثى، عميد مدينة «درنة» الليبية، فى حوار ل«الوطن» عبر الهاتف، إن الحياة بدأت تدب فى المدينة بعد أن تم تحريرها مؤخراً من سيطرة التنظيمات الإرهابية التى كانت تقع المدينة تحت قبضتها منذ عام 2011، مضيفاً أن «3 مصريين كانوا من بين القيادات البارزة للجماعات الإرهابية، من بينهم هشام عشماوى الذى اختفى مع دخول الجيش إلى المدينة، فضلاً عن مقتل الإرهابى عمر رفاعى سرور». وبحسب «الغيثى»، فإن قطر كان لها الدور الأكبر فى تمويل الإرهابيين، وأكد أن الدمار الذى نتج عن تحرير المدينة ما بين 15 و20% ما بين القطاع العام والقطاع الخاص. «الغيثى» ل«الوطن»: 3 مصريين كانوا من بين قادة التنظيمات الإرهابية قُتل منهم اثنان.. والثالث «عشماوى» اختفى مع دخول الجيش وأضاف «عبدالمنعم» أن الكل سيحظى بمحاكمة عادلة فى جميع الإجراءات والتحقيقات، وسيصدر القرار بالإحالة للمحكمة المختصة، وفى حال ثبوت إدانته سيتحصل على العقوبة الملائمة. وقدم عميد مدينة «درنة» الشكر إلى القيادة المصرية الحكيمة المتجسدة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومواقفه تجاه الشعب الليبى. بداية، كيف باتت الأوضاع حالياً بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية فى «درنة»؟ - بدأت الحياة تدب فى مدينة «درنة».. بفضل الله ثم بفضل قواتنا المسلحة الباسلة تم دحر الجماعات الإرهابية، والآن الحياة طبيعية ومستقرة فى «درنة». المؤسسة الأمنية تعمل الآن على قدم وساق، كذلك قطاع الاقتصاد والصناعة مفعّل على قدم وساق، وكذلك قطاع الصحة مفعّل على قدم وساق، سيارات الإسعاف التى تخدم «درنة» تعمل بصورة تدريجية ومفعّلة على أرض الواقع وتقدم خدمات للمواطن. وماذا عن نسبة الدمار التى خلفتها المعارك مع التنظيمات الإرهابية فى «درنة»؟ - على حسب تقديرى لما جرى، أعتقد أنه ما بين 15 إلى 20% مدمر، ما بين القطاع العام والقطاع الخاص. والأماكن التى كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية تتمتع ببيئة حاضنة للجماعات الإرهابية، ولا شك أنها أماكن تتلاءم مع الحرب، هذه الأماكن عبارة عن أزقة وممرات طبيعية قد تستخدمها هذه التنظيمات الإرهابية للفرار. فى الوقت الراهن التنظيمات الإرهابية توجد فى جيبين: الأول فى منطقة «المغار»، وهى منطقة تتميز بالأزقة، وسفوح الجبال، وهى مناسبة لهم فى التنقل والقتال والفرار عند الضرورة. وجدنا قطعاً أثرية كانت تستعد العناصر الإرهابية لتهريبها.. والمصريون رفضوا مغادرة «درنة» رغم أوضاعها.. والآن يعاملون أحسن معاملة ونكنّ لهم الاحترام كأشقاء.. والمدينة لم تكن أبداً حاضنة للإرهاب والحياة بدأت تدب بها.. وكل من يُتهم بالانضمام إلى التنظيمات الإرهابية ستتم محاكمته محاكمة عادلة وهل قُتل فعلاً الإرهابى المصرى رفاعى سرور فى «درنة»؟ - نعم الإرهابى المجرم رفاعى سرور كان من ضمن القيادات الإرهابية الموجودة فى «درنة»، وكان هو المفتى الشرعى للتنظيم الإرهابى هناك، والآن تم دحر جماعته وتم قتله. وهل هناك تعداد للمصريين المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية فى «درنة»؟ - بالنسبة للمصريين كانت الأسماء البارزة رفاعى سرور وهشام عشماوى، وشخص ثالث قيادى كان يكنى ب«أبوعبدالله» مصرى الجنسية، هؤلاء كانوا أبرز 3 قيادات مصريين ولهم أسماؤهم اللامعة فى التنظيم، بالإضافة إلى العناصر الأخرى المنضوية تحت التنظيم من بين المصريين. وما مصير هشام عشماوى حسب المعلومات المتوافرة لديك؟ - حسب المعلومات المتوافرة لدىّ، كان يجوب فى شوارع «درنة» قبل دخول الجيش وكان موجوداً فى «درنة»، لكن هذا الرجل اختفى وانقطع أثره كلية فى «درنة» مع دخول قوات الجيش إلى المدينة. لكن حالياً لا يوجد ما يدل على وجوده فى «درنة».. - لا يوجد الآن أى دليل قائم بالنسبة لى على أنه موجود فى «درنة». ما الذى تم العثور عليه فى منازل التنظيمات الإرهابية بعد خروجها؟ - على حسب المعلومات التى تم تداولها، ومن خلال الاجتماعات مع المؤسسة الأمنية، عثر رجال الأمن على أجهزة ومستندات ومحتويات تكشف أن تلك التنظيمات كانت تمولها منظمات إرهابية ودول، هذا الأمر بات من المسلمات لدينا الآن فى «درنة»، وهذه الأدلة بحوذة قوات الأمن الداخلى وغرفة عمليات عمر المختار. كذلك وجدنا عملات أوروبية وأمريكية (يورو ودولار) وكميات نقدية كبيرة، وآثاراً كانت بحوزة التنظيمات الإرهابية. هل معروف لديكم لأى دولة تتبع تلك القطع الأثرية؟ - قطع أثرية من الموروث الثقافى الليبى كانت مهيأة ليتم تهريبها، كانت هناك قطع أثرية تخص مثلاً مصلحة الآثار فى «شحات» ومصلحة الآثار فى «صبراتة»، هكذا. ما الدول التى قلت إن الوثائق والأدلة أثبتت أنها تدعم الإرهاب فى «درنة»؟ - أعتقد أن قطر لها دور كبير فى هذا الجانب بتمويل الجماعات الإرهابية التى كانت موجودة فى «درنة» والعناصر الإرهابية، والآن الأدلة والمحتويات التى تم العثور عليها موجودة لدى الجهات المختصة التى تتمتع فى مدينة «درنة» بالحرفية والمهنية والمصداقية والتحرى الكفء فى مطاردة وملاحقة المشتبه بهم. 20٪ من القطاعين العام والخاص دمرت نتيجة معارك تحرير المدينة من التنظيمات المتطرفة كيف يتم التعامل الآن مع من تورطوا فى الإرهاب أو المتهمين بذلك فى درنة؟ - الكل سيحظى بمحاكمة عادلة فى جميع الإجراءات والتحقيقات، وسيصدر القرار بالإحالة للمحكمة المختصة، وفى حال ثبوت الإدانة سيتحصل المتهم على العقوبة الملائمة. هل «درنة» بالأساس كانت مدينة حاضنة للتنظيمات الإرهابية؟ - «درنة» هى مدينة الثقافة والعلم والحضارة، «درنة» لم تكن حاضنة لهذه الجماعات، وإنما هذه الجماعات استغلت المقوم الجغرافى الذى تميزت به المدينة للقيام بعملياتها الإجرامية والتخطيط لأعمالها الإرهابية. ولكن الأمر الغريب أنه عندما تم ضبط هؤلاء المتهمين الذين سبق لهم الانضمام إلى هذه التنظيمات الإرهابية، كان امتلاك هؤلاء أسلحة وأجهزة متطورة جداً، وكذلك أجهزة حديثة، هو الأمر الذى يؤكد لنا أن هناك دولاً بالفعل تقوم برعاية هذه التنظيمات، وغرضها أن تكون ليبيا بيئة ساخنة لا تقوم لها قائمة فى المستقبل. هل كان يوجد مصريون فى «درنة»؟ وماذا عن أوضاعهم؟ - أبناء الجالية المصرية كانوا موجودين فى «درنة»، ورفضوا مغادرتها رغم الأوضاع فيها، والآن تتم معاملتهم معاملة جيدة، أسوة بالتعامل مع الليبيين، لأن المصريين إخوة وأشقاء، المصريون قرروا عدم مغادرة «درنة» رغم الإرهاب.