قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه سيفتتح 45 مدرسة يابانية على مستوى المحافظات، على أن تبدأ الدراسة بها أوائل سبتمبر المقبل، لافتا إلى أن هذه المرحلة الجديدة في التعليم تحوي مناهج جديدة وشكل جديد يمثل أول تطوير في النظام، مشيرا إلى أن منظومة تطوير المرحلة الثانوية تبدأ بالصف الأول الثانوي، والذي "يهدف إلى إلغاء الثانوية العامة بعد سنتين من الآن"، وهو الأمر الذى يتطلب التركيز والعمل الجاد. وأضاف شوقي، خلال اجتماعه مع مديري المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، أن توزيع المدارس في مصر 86% حكومية، يتم التدريس بها باللغة العربية وهي تمثل الغالبية، رغم أنها لا تحظى بنصيب من الجودة، بينما المدارس الخاصة اللغات تمثل 12% أي حوالي 7000 مدرسة، أما المدارس التجريبية فتمثل 1% أي فيما بين 750 و800 مدرسة، أما المدارس الدولية فيبلغ عددها قرابة 250 مدرسة، وتمنح شهادات غير مصرية وتمثل شريحة صغيرة جدًا من التعليم، مضيفًا أن "الهدف هو أن نعلو بالتعليم الحكومي المجاني". وأوضح أن المستهدف هو بناء 100 مدرسة يابانية جديدة، يفتتح 45 منهم، سبتمبر المقبل، بتكلفة بناء قامت بها الحكومة المصرية بالكامل، بالإضافة إلى تحمل تكاليف تشغيل المدارس ومرتبات العاملين بها، متابعا: "تمثل هذه المدارس إضافة للطبقة المتوسطة، إذ توفر خدمة تعليمية جيدة بسعر معقول"، وهي مدارس حكومية عالية المستوى من حيث المباني، والمعامل، والتجهيزات، ومستوى المعلمين، وتدرس المنهج المصري مع كثافات للفصول محدودة، ما يوفر جودة عالية للعملية التعليمية، كما توفر الصيانة المستمرة للحفاظ على مستوى الجودة. وأشار إلى، أنه تم فتح التقدم لشغل الوظائف في هذه المدارس المعلمين وسيتم عمل المقابلات الشخصية والاختبارات اللازمة لاختيار 1270 معلما، سيتم تدريبهم خلال شهري يوليو وأغسطس، أما الطلبة فقد افتتح باب التقدم الإثنين الماضي 2 يوليو، مؤكدا أنه وصلهم حتى الآن قرابة 7000 طلب للالتحاق بها، وسيستمر تلقي الطلبات لمدة أسبوعين، مؤكدا أن تلك المدارس تتميز بأن اليوم الدراسي بها أطول وساعات عمل المدرسين كذلك، لاحتواء المناهج على أنشطة بنسبة أكبر، كما تلتزم المدرسة بوجود زي موحد للمعلمين وآخر للطلبة، كما توفر منح لحوالي 10% من التلاميذ، تمنح للمتفوقين منهم، وتلتزم بوجود نسبة لأبناء الشهداء، من خلال توفير رعاية تعليمية كاملة، كما سيتم تنفيذ خطة للتدريب المركزي للمعلمين، لتدريبهم على المنهج الجديد، وتدريبهم على أنشطة "التوكاتسو". واستطرد: "نظام التعليم بالنسبة للصفوف الثلاثة الأولى، تم عمل إطار عام للمناهج من خلال مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بالوزارة"، مشيدا بالجهد الكبير المبذول للحصول علي إطار للمناهج للصفوف الثلاثة الأولى (الصف الأول الابتدائي، وKg1، وKg2)، والذي تم عمله بالكامل بالمركز، بالتعاون مع مستشاري المواد بالوزارة، وخبراء دوليين، ومحليين، وتربويين، وسيتم عمل المناهج للسنوات الدراسية المقبلة، عام بعد عام، إذ ينحسر النظام القديم ويحل محله النظام الجديد. أما عن المرحلة الثانوية، قال شوقي، إن فكرة التطوير تقوم على عمل أسئلة تقيس الفهم والمستوى الفعلي للطالب للتخلص من فكرة الامتحان الموحد، الذي يحدد المجموع واستبداله ب12 امتحانا يتم من خلالهم قياس المستوى والحصول على الأفضل، مضيفًا أن تغيير أسلوب التقييم سيتم من خلال بنك الأسئلة الرقمية، والذي يتاح للمدرسة بصورة مؤمنة ومشفرة، كما سيتم التصحيح إلكترونيًا، مشيرًا إلى أن "بنك المعرفة هو عبارة عن مكتبة إلكترونية ضخمة كانت مبنية لخدمة التعليم العالي، ولكن تم استخدامها لمراحل التعليم في الروضة حتى المرحلة الثانوية"، كما سيوفر الكتب الخارجية بصورة رقمية مجانية بالنسبة للصف الأول الثانوي، وسوف يلتحق به 700 ألف طالب في 2530 مدرسة حكومية، وقد تم الحصول على الموافقة على عمل شبكات داخلية، وتجهيز الفصول بلوحات رقمية وطابعة وماسح ضوئي، وقد تم توقيع بروتوكول مع وزارة الاتصالات لدخول شبكة ال"فايبر" في كل المدارس، وتحملت الدولة تكلفة عمل البنية التحتية لهذه الشبكات، التي ساهم في إنشائها القوات المسلحة، والمخابرات، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأضاف أنه يمكن استخدام المحتوى على التابلت من خلال ال"سيرفر"، دون الحاجة لوجود شبكة "إنترنت" بالمدرسة، ما يؤمن استخدام الطلبة وعدم دخولهم إلى مواقع أخرى، مؤكدًا أنه سيتم توزيع مليون "تابلت" على الطلبة، والمعلمين، والإداريين، وسيتم تخصيص محتوى خاص بالإداريين يمنحهم سهولة في التواصل بين المدارس، والمديريات، والوزارة، مشددا أن هناك جدية في التعامل مع التابلت للحفاظ عليه، وسيتم وضع عقوبة في حالة التصرف بالبيع أو الشراء. وأوضح أن هناك ربط خارجي ل"ADSL" أو ال"فايبر" لكل مدرسة مع السحابة الإلكترونية للامتحانات، وجاري دراسة قرار بأن تكون السنة الأولى للتجربة ولن يتم احتساب درجاتها مع الدرجات التي تحتسب لدخول الجامعة، حتى لا يقلق الطلبة وأولياء الأمور، وسيتم احتسابها من الصف الثاني والثالث الثانوي. وأردف شوقي، أن هناك سببين لرجوع الطلبة والتزامهم بالمدارس، أولهما أن الطالب سيدخل علي المحتوى مجانًا في المدرسة، والآخر أن هناك سؤالا مفاجئا سيوضع في حساب الطالب داخل المدرسة، كما سيتم توزيع الساعات على المواد بأسلوب مختلف لمرحلة أولى ثانوي فقط، مشيرا إلى وجود حوافز للمديريات بناء على نجاح النظام داخل دائرة عملهم، على أن يتم عمل متابعة للتجربة والأخذ بالآراء والمقترحات، موضحًا أن مصر تقع في ترتيب متأخر للتصنيفات العالمية وهذا بسبب النظام القديم للتعليم. وتابع: "الهدف في المرحلة المقبلة هو تغيير التعليم ما قبل الجامعي من تعليم تلقيني لتعليم له دور ويناقش ويتفاعل، ومن تعليم نظري بحت إلى تجارب، وبحث، ومناهج متكاملة، ومن فكرة الامتحان الواحد إلى التقييم المستمر"، مضيفًا أن كل هذا يحتاج إلى معلم مؤمن بهذه المنظومة وعلى مستوى من الثقافة والأخلاق، حتى يكون مربيا ناجحا، خاصة معلمي رياض الأطفال لأنه يؤثر ويربي ويبني شخصية". في سياق متصل، أوضح وزير التعليم، أن مبادرة إنشاء عدد من المدارس بالشراكة بين الوزارة والمستثمرين الجادين تتيح فرصة لاكتساب المهارات وتدريب المعلمين والتقييم المستقل، على أن يتم الاهتمام بخريجي التعليم الأساسي "الإعدادية"، وإكسابهم المهارات الأساسية في الفصل الدراسي الأول بالنسبة للغة العربية، وأساسيات الرياضيات، واللغة الإنجليزية، وذلك لضعيفي المستوى حتى يتسنى لهم مواصلة التعليم والتحصيل بصورة جيدة، والتركيز في الأسابيع الأربع التالية على تدريب المعلمين، وبعضهم سيتم منحهم فرصة التدريب في اليابان لإكسابهم بعض المهارات اللازمة لتطوير العملية التعليمية للتعليم الفني.
