سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور| "الفائز يحصل على الأرض".. رسالة غامضة تنتشر حول العالم وسط تكهنات بكونها "حملة دعائية مبتكرة" الرسالة الغامضة تقترن بظهور رموز دائرية غير مفهومة ورجال يرتدون العباءات السوداء في ملاعب كرة القدم
أثار انتشار مجموعة من الرموز الدائرية والكروية الغامضة العديد من الأماكن حول العالم، بالإضافة لرسائل غريبة ترافق تلك الرموز، انتباه واستغراب رواد المواقع الاجتماعية الذين تابعوا هذه الرموز والرسائل بمزيج من الفضول والقلق والترقب، بل تابعوا بنفس الشغف أولئك الأشخاص الذين ظهروا في عدد من الملاعب الرياضية أثناء مباريات هامة في كرة القدم، يلفهم الغموض بدورهم حاملين تلك الرموز على ملابسهم. وفي محاولة لتعقب هذه الرموز والرسالة الغامضة بل وفك طلاسمه وحل لغزها، وُجد أن البداية كانت في البرازيل، بالتحديد الأحد، العشرين من أكتوبر الجاري، حيث ظهرت العلامة التي أطلق عليها "الدوائر الغامضة" على قمة جبل "شوجرلوف" بالعاصمة ريو دي جانيرو، الذي يرتفع عن سطح المحيط الأطلنطي بحوالي 396 مترا، وذلك باستخدام أضواء الليزر التي رسمت تلك الدوائر، قبل أن تختفي الدوائر تاركة خلفها رسالة تقول: "الفائز يحصل على الأرض"، وهي الرسالة التي سارع الكثير من رواد المواقع الاجتماعية باعتبارها رسالة تبثها مخلوقات من كوكب آخر. وسرعان ما ظهرت مجموعة من الكرات العملاقة عليها نفس الدوائر الغامضة في اليوم التالي، الاثنين الحادي والعشرين من أكتوبر في لندن، داخل مجمع ملاعب "هاكني مارشز"، حيث تمركزت كرة عملاقة تحمل ذلك الرمز على جسمها وتناثرت حولها كرات أخرى أصغر وأصغر حتى حجم كرات القدم بلغ عددها وفقا لموقع "جول" العالمي ما يقرب من ألفي كرة، بينما ارتسمت الدوائر نفسها على الأرضية العشبية للملاعب. وفي الثلاثاء الثاني والعشرين من أكتوبر كان الظهور الثالث ل"الدوائر الغامضة" على لوحات الإعلانات الإلكترونية الضخمة بميدان "تايمز" في نيويورك، حيث ظهرت مجموعة من الرموز الغريبة أولا تبعتها تلك الدوائر قبل أن تظهر الرسالة الغامضة مرة أخرى، وقد تم تصوير فيديو بجودة عالية وإخراج متقن لظهور الدوائر في هذا المكان، وتم بثه عبر موقع يحمل نفس عنوان الرسالة، وفي هذا الفيديو ظهرت فتاة يلتقط لها صديقها صورا بهاتف ذكي قبل أن تبدأ الرموز والدوائر والرسالة في الظهور. ثم عادت الدوائر للظهور مرة أخرى في ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل، الأربعاء الثالث والعشرين من أكتوبر، على قمة تل سانتا مارتا، قريبا من التمثال الأيقوني للسيد المسيح، حيث ظهرت الدوائر بعدها الرسالة الغامضة، ما دفع برواد فندق "كوباكابانا بالاس" الواقع تحت سفح التل إلى الخروج لمشاهدة تلك الرموز بشكل أفضل. لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تطورت عن الرسائل والرموز إلى ظهور مجموعة مكونة من 11 رجلا يرتدون العباءات السوداء وتتلون وجوههم باللون الأبيض وقد طبعت الدوائر الغامضة على صدور ملابسهم، وذلك في عدد من الملاعب الأوروبية خلال مباريات الدوري في كل مدينة، كان أولها السبت الماضي السادس والعشرين من أكتوبر في ملعب "آليانز أرينا" في ألمانيا خلال مباراة بايرن ميونخ وهيرثا برلين في البوندزليجا، وثانيها أمس على ملعب ستامفورد بريدج في لندن والذي شهد مباراة تشيلسي ومانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، وكذلك ظهر الرجال الأحد عشر الغامضين في إيطاليا خلال مباراة لفريق يوفينتوس في الدوري الإيطالي. وعلى موقع التدوينات القصيرة "تويتر" أطلق رواد الموقع "هاشتاج" يحمل عنوان Winner Takes Earth، وهو مضمون الرسالة التي تظهر كل مرة مع الدوائر الغامضة، ليناقشوا من خلاله سر تلك الظاهرة، وهو النقاش الذي ساده جو من المرح حيث ظن البعض أن أصحاب تلك الرموز هم كائنات فضائية ترغب في لعب مباراة كرة قدم مع منتخبات كوكب الأرض، ليصبح الكوكب ملكا للفائز. ربما يبدو الأمر غامضا في البداية، لكن بعد عدة مشاهدات وتحليل للمعطيات المتواجدة في الصور وكذلك الفيديوهات التي تنقل الحدث، تبدأ الأمور في الوضوح رويدا، حيث نجد أن البداية كانت في البرازيل، مع مجموعة من الدوائر التي تبدو في منتصفها تلك الأشكال الهندسية الخماسية المميزة لكرة القدم، ثم ظهور ألفي كرة قدم بنفس العلامة في إنجلترا، والعودة للبرازيل مرة أخرى قبل ظهور 11 رجلا في ملاعب لكرة القدم، كل هذه المعطيات تجعل من المنطقي أن يكون للأمر علاقة بكأس العالم لكرة القدم والذي ستقام نهائياته في البرازيل خلال الصيف المقبل، وربما هي حملة دعائية مبتكرة حول العالم كله للحديث عن شيء ما يخص هذه البطولة التي يتابعها الملايين حول العالم. وبالعودة إلى الفيديو الذي بث ظهور تلك العلامات في نيويورك، نجد أن الأجهزة المستخدمة من هواتف ذكية وكاميرات فيه تعود لشركة "سامسونج"، لذا ذهبت بعض التوقعات إلى أن "سامسونج" سوف تكون الراعي الرسمي للبطولة القادمة، وتدعم هذه النظرية بعض المعلومات المأخوذة من بيانات صاحب الموقع الذي يحمل اسم "الدوائر الغامضة"، حيث أن موقع الاستضافة الذي يحمل هذا الموقع الغامض يعود إلى شركة "سامسونج". بينما ذهبت آراء أخرى إلى أنه من الممكن أن تكون تلك الدوائر الغامضة ما هي إلا الشكل الجديد لكرة القدم التي ستلعب بها المنتخبات الدولية في نهائيات كأس العالم، حيث جرى العرف أن يتم تصميم شكل جديد لكرة القدم لكل بطولة، ومن الممكن أن يكون هذا هو شكلها الجديد، بالإضافة لرعاية "سامسونج" للبطولة، أما اختيار مباراة على ستاد تشيلسي وأخرى على ستاد بايرن ميونخ لا يشير إلا إلى رابط قوي بينهما، حيث ترعاهما شركة "أديداس" الشهيرة في المنتجات الرياضية، وفي ذلك احتمالية كبرى لكون شركة "أديداس" هي التي ستصمم الكرة الجديدة لكأس العالم 2014. ولكن أيا كانت الحلول والحقائق التي ستتكشف الأيام المقبلة، عندما تنقشع الغيوم حول هذه الأحداث، فإن الفكرة الدعائية من ورائها يمكنها أن تصبح أكثر وأروع الأفكار الدعائية على مر التاريخ، بعدما نجحت في إثارة انتباه الملايين حول العالم وعملت على توحدهم ودفعهم للتعاون سويا في محاولة لإيجاد حل لذلك اللغز، وفك طلاسم تلك الرموز والدوائر الغامضة.