يسعى الإسباني فيرناندو ألونسو لتحقيق الفوز على أرضه في سباق مصيري بالنسبة لفريقه الإيطالي فيراري، فيما يأمل فريق ماكلارين استعادة توازنه بعد النتيجة المخيبة للآمال التي حققها في البحرين، مع انتقال بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 إلى أوروبا بانطلاق سباق الجائزة الكبرى الإسباني غدا الأحد. وبعد إقامة السباقات الأربعة الأولى بالموسم خارج أوروبا، أثبت الموسم الحالي أنه لا يمكن التنبؤ بنتائجه، حيث أسفرت المنافسات السابقة عن أربعة فائزين مختلفين حتى الآن مع استمرار محاولات الفرق في التعامل مع إطارات بيريللي. ولكن بعد إجراء تجارب في موجيللو بإيطاليا الأسبوع الماضي أدخلت معظم الفرق العديد من التحسينات على سياراتها، مع اعتبار سباق برشلونة بمثابة المعيار الأهم بشكل العام لبقية الموسم. واعترف ألونسو، الفائز بلقب سباق ماليزيا، بأن الموسم الحالي جاء "مدمرا لطموحات فيراري حتى الآن". ولكن رغم أن سيارة "إف2012" التي ينافس بها الفريق الإيطالي هذا الموسم مازالت بعيدة كثيرا عن المنافسة، فإن ألونسو، بطل العالم عامي 2005 و2006، يقف على مقربة عشر نقاط فقط من صدارة الترتيب العام للسائقين والتي يحتلها حاليا بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل. ويدخل فيراري العديد من الأجزاء الجديدة على سيارته، بما في ذلك جناح أمامي وناشر هواء جديدين، مع سعي الفريق الإيطالي لمساعدة سائقيه ألونسو والبرازيلي فيليبي ماسا على تقديم أداء أفضل. ويتطلع ألونسو، الذي لم يسبق له الفوز بسباق برشلونة سوى مرة واحدة عام 2006 مع فريق رينو، للتسابق من جديد أمام جماهير بلاده بمضمار "سيركويت دي كاتالونيا" بمدينة برشلونة، مؤكدا أن "الدعم الجماهيري له أهمية كبرى في نتائج التجارب الحرة والرسمية للسباق". وقال ألونسو "يجعلك هذا الأمر تبذل قصارى جهدك وعادة ما تحقق نتيجة أفضل في تجارب السباق المقام في بلدك لأنك تعطي حسبما أعتقد المزيد من الاهتمام للأمر". ويأمل ثنائي فريق ماكلارين، جنسون باتون ولويس هاميلتون، تعويض النتائج المخيبة للآمال التي حققاها بسباق البحرين عندما أنهى هاميلتون السباق في المركز الثامن فيما فشل باتون في إكمال السباق من الأساس. وأكد مارتن ويتمارش مدير فريق ماكلارين أن فريقه لديه "فرصة معقولة" باستخدام أجزاء جديدة لسيارة "إم بي4-27" كجزء من تطوير ديناميكية الهواء بالسيارة لتكون على مستوى سيارات الفرق الأخرى المنافسة. وتحدث ويتمارش عن وجود "شعور إيجابي" بالفريق بعدما عانى من إطارات السيارات في البحرين وقال "الأمر المذهل في هذه الرياضة هو أنه لا يمكنك أن تتأكد تماما من أنك تفهم كل شيء، لدينا سيارة رائعة وبطبيعة الحال فالسرعة أيضا موجودة لدينا". ويحتل هاميلتون المركز الثاني في الترتيب العام للسائقين بفارق أربع نقاط خلف فيتيل ومتقدما بفارق نقطة واحدة على زميل فيتيل في ريد بول الأسترالي مارك ويبر. بينما يتعادل باتون مع ألونسو في رصيد النقاط. من ناحية أخرى، يأمل فيتيل حامل لقب سباق برشلونة في الفوز بلقبه الثاني على التوالي بهذا الموسم بعد إحرازه لقب سباق البحرين قبل أسبوعين متقدما على ثنائي فريق لوتس كيمي رايكونين ورومان جروجان. وقال فيتيل "من بين جميع حلبات سباق فورمولا -1 فإن حلبة برشلونة هي أكثر حلبة معروفة بالنسبة لنا نظرا للتجارب العديدة التي أجريت عليها في السنوات القليلة الماضية". وأضاف "ولكن الخبرة التي تكتسبها من الاختبارات التي نجريها هنا لا تساعدك دائما بسبب تغير اتجاهات الرياح بصفة مستمرة، وهو ما يقدم لك أحيانا مفاجآت غير سارة بخاصة عند المنعطف الأول". وأضاف بطل العالم الألماني "وبصفة عامة، فإن السيارة التي تعمل جيدا من ناحية ديناميكية الهواء على مضمار برشلونة ستعمل جيدا أيضا على أي مضمار آخر. لذا فإنها ستكون بداية أسبوع مثيرة". أما رايكونين الذي أحرز لقب سباق برشلونة مرتين في عامي 2005 مع فريق ماكلارين و2008 مع فيراري فقد أكد أن برشلونة لديها "مضمار تنافسيا، يكون ممتعا عندما تنافس عليه بسيارة جيدة ولكنه لا يكون جيدا عندما لا تكون سيارتك جيدة بالقدر الكافي". وأضاف رايكونين "أتوقع أن يقدم لوتس منافسة قوية في برشلونة، سيكون سباقا بالغ القوة بين فرق القمة". وتابع السائق الفنلندي "إنه المضمار الوحيد الذي أجرت الفرق تجاربها عليه بالفعل بسياراتها الجديدة، كما أن إعداد السيارة الجيّد أمر مصيري هنا لأن المضمار تتغير سماته مع تغير اتجاهات الرياح ودرجات الحرارة. لقد أجرت جميع الفرق تحسينات على سياراتها استعدادا للسباق الأوروبي الأول، ما يزيد من متعة المنافسة وقوتها بين فرق القمة". وسيظهر سباق برشلونة أيضا ما إذا كان فريق مرسيدس، الذي أحرز لقب سباق شنغهاي عن طريق سائقه الألماني نيكو روزبرج ، قادرا على مواصلة تقدمه بالموسم. وإن كان سائق الفريق الآخر بطل العالم سبع مرات مايكل شوماخر أشار إلى أن مضمار برشلونة ربما لا يكون المضمار الأفضل لتحديد مستوى الفريق الحقيقي. وقال شوماخر "لقد قدنا جميعا سياراتنا على مضمار برشلونة كثيرا جدا، ولهذا فإننا نعرف أن سماته لا تساعدنا حقيقة على تقييم مستوانا على النحو الأمثل".