انظر.. إنهم يفخخون قلوبنا فى كل مرةٍ يفجرون فيها كنائس وقلوب المصريين المسيحيين منا.. حتى شكلت ورسمت تلك الدماء الساخنة المندفعة والتى أصبحت «تطرطش» من قلوبهم «المفتوحة» على وجوهنا وضمائرنا «المرتاحة» لوناً وطلاءً لونه ليس أبيض بكل تأكيد.. لكنه وبكل تأكيد وفى اللحظة التى اغتال الإرهاب فيها الأبرياء أمام كنيسة العذراء بالوراق، الأحد الماضى، كانت كنيسة مصرية أخرى تدعى «سان جونز» بمنطقة المعادى تتلقى ثمرة رأبها لصدع قلب وروح البلد -مسلميه ومسيحييه معاً- حينما أعلنت أكبر قاعات المزاد فى لندن عن بيعها 20 تمثالاً مجسماً من مادة الفايبر جلاس للحمير من ضمن 25 تمثالاً -حيث الحمار فى الضمير الشعبى المصرى رمز للسلام والرحمة- صممهم فنانون مصريون وأجانب -مسلمون ومسيحيون يعيشون فى مصر- وكانت قد أرسلت كنيسة «سان جونز» هذه التماثيل للحمير ال25 إلى أكبر مزادات لندن للبيع بعد أن أقامت لهم فى مصر معرضاً وفى كاتدرائية سان بول بلندن معرضاً ثانياً.. والتماثيل كلها فى نفس الحجم الطبيعى للحمار -المصرى بالذات- مع تنويعات ذات معانٍ ودلائل وإشارات حسب ثقافة ورؤية كل فنان على حدة.. والغريب أن أحد تلك التماثيل، الذى صممه الفنان المصرى «كريم عبدالملاك»، قد بيع الأسبوع الماضى ضمن نفس المزاد للمواطنة المصرية المقيمة فى لندن «داليا»، ابنة الملياردير المصرى المعروف «محمد الفايد»، وشقيقة «دودى الفايد»، عشيق الأميرة «ديانا»، أميرة ويلز، زوجة الأمير «تشارلز»، ابن الملكة «إليزابيث».. و«دودى الفايد» و«ديانا» هما المغدوران والمقتولان معاً بيد الإرهاب الإنجليزى عام 1997.. ذلك الإرهاب الإنجليزى رفض أن تتزوج أو حتى تحب أميرتهم الإنجليزية المسيحية مصرياً مسلماً لكنه سمح لها أن تخون زوجها مع مواطنين إنجليزيين مسيحيين!. لكن يد الإرهاب الإنجليزى ومعها يد الإرهاب الأمريكى لم تكونا بعيدتين أبداً عن يد التنظيم الإرهابى المتأسلم الدولى فى مصر، الذى قتل أربعة مصريين مسيحيين أمام كنيسة «العذراء» بالوراق منذ أيام أربعة.. شفت الدنيا صغيرة وضيقة ومتلخبطة فى بعضها إزاى؟.. يعنى الإرهاب الإنجليزى المسيحى يقتل المواطن المصرى المسلم هناك فى إنجلترا، حتى ولو كان هذا المواطن هو ابن الملياردير «محمد الفايد»، لأنه تجرأ وأحب أميرة مقاطعة ويلز.. وهذا الإرهاب الإنجليزى المسيحى يسمح للإرهاب المتأسلم بقتل المسيحيين فى مصر.. حتى ولو كانوا مثل المصرى مصريين.. أو كانوا مثل الإنجليزى مسيحيين!. من ضمن التماثيل ال 25 المباعة فى مزاد لندن والمثيرة للجدل ثلاثة حمير: أحدها للفنانة «هند عدنان» وقد استبدلت فيه الفنانة أرجل الحمار الأربعة بأربع نساء يافعات.. أعتقد أن الدلالة الأقرب لمعنى هذا التمثال هى أن المرأة فى الغالب «شايلة» حمار.. وهى دلالة أكثر عمقاً من المفهوم المعروف والقديم، الذى يشير إلى «الرجل ونسائه الأربع».. أما التمثال الثانى فهو للفنان «رضا عبدالرحمن» وقد استبدل فيه الفنان وجه الحمار بملامح وجه «محمد مرسى».. وقد بيع هذا التمثال أيضاً.. أما التمثال الثالث فقد لخصت ونقشت عليه الفنانة «كارول حمص» -على جسد الحمار طبعاً- تفاصيل ميدان التحرير أثناء ثورة يناير المجيدة. وأنت هنا عليك أن تطرح سؤالاً مهماً ومنطقياً: بعد نجاح معرض الحمير وبعد أن أعدنا للحمار هيبته، متى سنقيم فى مصر معرضاً فنياً آخر للخرفان؟ وهم الذين تم ظلمهم عاماً بأكمله.