سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحقيقات فى أحداث «رملة بولاق»: حبس 17 متهماً من مثيرى الشغب.. وبدء التحقيق مع الضابط الأهالى خطفوا جثمان القتيل بعد الجريمة وحطموا كاميرات المراقبة الخارجية بالحجارة والطوب
أمرت نيابة وسط القاهرة بحبس 17 متهما من مثيرى الشغب فى أحداث «رملة بولاق» 4 أيام على ذمة التحقيقات الخاصة بالحرق العمدى واقتحام فندق وحرق وتحطيم سيارات وقطع طريق، واستمعت النيابة لأقوال المتهمين وواجهتهم بمقاطع فيديو وصور تثبت وجودهم بمسرح الأحداث حين اندلاعها الخميس الماضى. وقال المتهمون فى التحقيقات إنهم لم يشاركوا فى أعمال الشغب التى شهدتها المنطقة بعد مقتل الشاب عمرو البنى بعد أن أطلق عليه ضابط شرطة رصاصة اخترقت صدره. وجاء رد المتهمين على أسئلة النيابة متشابها وقالوا: «احنا ما شاركناش فى المشاجرات اللى حصلت.. احنا كنا بره المنطقة.. والشرطة لمتنا من الشارع وفوجئنا أن الله يرحمه عمرو اتقتل.. وعرفنا من الشرطة أن فيه ناس هجمت على الأبراج وحرقوا كام عربية وكسروا واجهة الفندق وقطعوا الطريق واحنا أبرياء من الاتهامات». باشر التحقيقات فريق من نيابة وسط القاهرة ضم محمد العشماوى، رئيس النيابة الكلية، وعلى داوود، رئيس نيابة بولاق أبوالعلا، وعبدالرحمن حزين، رئيس نيابة حوادث وسط القاهرة. ووجهت النيابة للمتهمين ال17 تهم الشروع فى السرقة بالإكراه والبلطجة والإتلاف العمدى للمال العام والخاص والتجمهر وقطع الطريق وتهديد أرواح مواطنين وإثارة الشغب والحرق العمدى. وكشفت تحقيقات النيابة عن أن المتهمين وأقارب القتيل خطفوا جثمانه عقب مقتله بنصف ساعة ورفضوا تسليمه للشرطة وقالوا إنهم سيدفنونه بمعرفتهم دون تشريح. وقالت مصادر قضائية ل«الوطن» إن رئيس نيابة بولاق أبوالعلا اتصل بشقيق القتيل وأقاربه وأقنعهم بضرورة تسليم الجثمان للشرطة ونقله فى سيارة إسعاف إلى مشرحة زينهم لتشريحه وبيان سبب الوفاة. وأضافت المصادر أن أسرة الضحية استجابت وسلمت الجثمان. وأكدت التحقيقات والمعاينة التى جرت بإشراف المستشار عمرو فوزى، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، أن المتهمين حطموا كاميرات المراقبة بالفندق، التى سجلت دخولهم واشتباكهم مع أفراد الأمن، وتبين أن إدارة الفندق تحتفظ بفيديوهات أثناء تحطيم الكاميرات وسجلت حملهم أسلحة بيضاء وإلقاءهم حجارة على واجهة الفندق. وكشفت التحقيقات عن أن جريمة القتل جرت داخل الفندق وأن الكاميرا الموجودة داخله والمقرر أن تسجل لحظات الجريمة كانت معطلة وقدمت إدارة الفندق فيديو للنيابة 12 جيجا وسيفرغ فريق التحقيق الفيديوهات، خاصة المقطع الذى سجل المشاجرة بين القتيل عمرو البنى وأفراد الأمن ثم اشتباكه مع أفراد قوة شرطة السياحة ومحاولته إطلاق رصاص من فرد خرطوش وكذلك لحظة إطلاق الرصاص من ضابط الشرطة على القتيل لبيان كيفية وقوع الجريمة، وستضم النيابة هذا المقطع للتحقيقات. وواجهت النيابة المتهمين المقبوض عليهم بالفيديوهات والصور التى تسجل حملهم أسلحة بيضاء وهجومهم بالحجارة على واجهة الفندق وقالوا: «ما نعرفش مين اللى فى الفيديو.. بس احنا كنا بعيد عن المنطقة خالص، وزى ما قلنا الشرطة مسكتنا واحنا فى بيوتنا». واستدعت النيابة مساء أمس الأول الضابط المتهم بإطلاق الرصاص على الضحية وقتله واستجوبته النيابة حول الجريمة وكيفية حدوثها وقال الضابط فى التحقيقات إنه فوجئ بمشاجرة عند باب الفندق بين أفراد الأمن ومجموعة من الأشخاص وإن أحدهم اعتدى على فردى أمن بمطواة وكان يريد الدخول للإدارة للحصول على أموال منهم بزعم أنه كان يتولى حراسة الفندق فى أوقات سابقة. وأضاف الضابط وهو برتبة مقدم فى شرطة السياحة أنه حاول التدخل لفض المشاجرة وأخرج السلاح الميرى لإرهاب المتهم وحدث شد وجذب بينهما وأثناء ذلك خرجت طلقة من المسدس اخترقت صدر الضحية وسقط على الأرض غارقا فى دمائه. وقال الضابط رغم أنه كان فى حالة دفاع شرعى عن النفس وأن المتهم القتيل كان مسلحا فإنه لم يتعمد إطلاق الرصاص أو قتل الضحية، لكن الرصاصة خرجت بالخطأ. وأمرت النيابة بصرف الضابط وطلبت من جهة عمله ضرورة إحضاره إلى مقر النيابة صباح أمس السبت لاستجوابه واستكمال التحقيق، وبدأت جلسة التحقيق الثانية مع الضابط فى الثانية ظهرا أمام رئيس نيابة الحوادث عبدالرحمن حزين، ولا تزال مستمرة والجريدة ماثلة للطبع. وقررت النيابة التحفظ على السلاح الميرى الخاص بالضابط المتهم وإرساله والمقذوف المستخرج من جثة القتيل إلى المعمل الجنائى للمضاهاة وإعداد تقرير فنى حول المسافة التى تم منها إطلاق الرصاص على القتيل والوضع الذى كان عليه السلاح لحظة خروج الطلقة منه. واستدعت النيابة شهود عيان من أمن الفندق لاستجوابهم وسماع أقوالهم حول الهجوم على الفندق وكيفية وقوع الجريمة وحرق بعض السيارات وإتلاف البعض الآخر والتحطيم الذى طال واجهة الفندق وبعض الكاميرات به واستعلمت النيابة عن حالة المصابين فى المستشفى لسماع أقوالهم. وقالت مصادر فى الطب الشرعى ل«الوطن» إن الضحية عمرو البنى أصيب برصاصة واحدة فى الصدر تسببت فى وفاته عقب إصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتهتك بالقلب والرئة وبعض أجهزة الجسم. وانتقلت «الوطن» إلى منطقة الكورنيش وأبراج نايل سيتى وسيطرت حالة من الهدوء على الأجواء أمام أبراج نايل سيتى بمنطقة رملة بولاق أبوالعلا، وتكثف الأجهزة الأمنية وجودها فى محيط فندق «فيرمونت» الخالى من المارة. ونقلت القوات السيارات المحترقة من مسرح الجريمة إلى منطقة سور نادى روض الفرج، وقام عدد من العاملين بالفندق بتنظيف الشوراع من آثار الزجاج، بالإضافة إلى قيام إدارة الفندق بعمل بعض الإصلاحات فى التلفيات التى لحقت بواجهات المبنى. ونشرت الشرطة قواتها وتمركزت 12 سيارة أمن مركزى بالإضافة إلى عدد من السيارات الشرطة «بوكس» فى الأماكن، وأغلقت الشرطة الطريق المؤدى إلى أبراج نايل سيتى فى الاتجاه المؤدى إلى منطقة وسط البلد كحاجز بشرى. وشهدت المنطقة السكنية المجاورة للفندق هدوءا حذرا بين الأهالى؛ فعدد كبير منهم قام بفتح الورش الخاصة بهم ويعملون فى هدوء تام.