سحبت جنوب السودان قواتها الشرطية من أبيى، المتنازع عليها مع السودان، فى خطوة لاقت ترحيباً من الاتحاد الأفريقى، فى الوقت الذى اتهمت فيه المفوضة العليا لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدةالخرطوم بشن غارات عشوائية قد ترقى لجرائم دولية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أمس: إن القوات الدولية فى أبيى أفادت أول من أمس بأن المفتش العام لجنوب السودان أمر رسمياً بسحب عناصر الشرطة المكونة من 700 جندى من المنطقة. وأبيى واحدة من مناطق حدودية عدة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وشهدت معارك منذ تقسيم البلاد فى يوليو الماضى. وقد أمهل مجلس الأمن الدولى الجانبين حتى السادس عشر من مايو لسحب قواتهما من أبيى وبدء مفاوضات سلام. وقال الاتحاد الأفريقى فى بيان له: إن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى جان بينج يرحب بسحب جنوب السودان لقواته الشرطية من أبيى. وقال المحلل السياسى السودانى حسن حاج على ل«الوطن»: الانسحاب من أبيى خطوة لإعطاء الرأى العام العالمى انطباعاً بجدية حكومة جنوب السودان والتزامها بقرارات مجلس الأمن، وتابع: «كما يعطى مؤشراً على رغبة جنوب السودان فى انتهاج مسار التفاوض مع السودان وهو ما أتوقع أن تتعامل معه السودان بإيجابية خاصة فى ظل وجود وفد الاتحاد الأفريقى المعنى بتقريب وجهات النظر بين طرفى النزاع فى المنطقة»، وتابع: «أتوقع البدء فى المراحل الأولى للمفاوضات فى خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر». وفى سياق متصل، قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافى بيلاى، خلال زيارتها لجوبا أول من أمس: إن الغارات العشوائية التى شنتها القوات السودانية على مناطق فى جنوب السودان، قد ترقى إلى جرائم دولية. ووصف سفير السودان لدى الأممالمتحدة، دفع الله الحاج، تصريحات بيلاى بأنها «عارية تماماً من الصحة» فى الوقت الذى أكد فيه حسن حاج على ل«الوطن» أن الغارات السودانية تستهدف ميليشيات الحركة الشعبية لتحرير السودان ولم تخترق الحدود مع الجنوب».
