لم تخل خطب العيد بالمنيا من الإسقاطات السياسية، وابتعدت في أغلبها عن الوعظ والإرشاد والسيرة والاقتداء بالهدي النبوي، وأدى أكثر من 9 آلاف مواطن الصلاة بساحة شارع كورنيش النيل، التي تقيم بها التيارات الإسلامية الصلاة في كل عام. وقال خطيب الساحة "إن نصر الله قريب، والمحنة التي تمر بها الأمة ستنقشع بالصبر والثبات، وندد بالأحداث المتعاقبة التي سقط فيها عشرات الشهداء ومنها رابعة والحرس الجمهوري والنهضة ورمسيس و6 أكتوبر"، ثم عاد الخطيب وتحدث عن فضل التضحية والنحر وزيارة الأهل والأقارب. وفي القرى، سيطر السلفيون على الساحات بشكل ملحوظ، وأقاموا سرداقات كبيرة لأداء الصلاة في الخلاء، ووزعوا الحلوى على الأطفال، وبعض الهدايا المتواضعة فيما اختفى الإخوان من المشهد تماما، واتجهوا إلى مدينة المنيا للصلاة بساحة كورنيش النيل، والمشاركة في التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول. وفي قرية زهرة، قال الشيخ محمد خلف الله خطيب صلاة العيد "إن الله لا يُمكّن لأمة تتنازع فتفشل ويذهب ريحها"، وقال "إن الغرب يحاول تمزيق هذه الأمة ويدبر لها المكائد والفتن، ونجح في تحقيق ذلك بالكثير من البلدان الإسلامية في ظل غفوة أهلها، حتى أننا أصبحنا نرى المسلمون يذبحون في بورما من أجل عبادة الأوثان، ورغم ذلك فنحن مشغولون بالخلافات الداخلية". وعلى جانب آخر، أدى اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، يرافقه اللواء أسامة متولي مدير أمن المنيا، واللواء أسامة ضيف السكرتير العام، صلاة عيد الأضحى بساحة مدرسة المنيا الثانوية العسكرية وسط آلاف المواطنين، وتناولت خطبة العيد أهمية التكاتف والاتحاد ونبذ العنف من أجل دعم وبناء الوطن ومواجهة أي محاولات لتفرقة المصريين وأن العيد فرصة للتسامح وتنقية القلوب من أية عداوة. وتوافد الآلاف من أهالي المحافظة على المتنزهات والحدائق العامة عقب أدائهم للصلاة بساحات الأوقاف، وشهد كورنيش النيل والحدائق العامة والمتنزهات إقبالا كبيرا من الأسر والمواطنين للاحتفال بالعيد، وقال المحافظ إن هناك غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لاستقبال أية شكاوى طارئة، وكلف رؤساء الوحدات المحلية بإزالة أية مخلفات أو قمامة من الحدائق والمتنزهات بشكل فوري أولا بأول.
