تحتل مصر المرتبة الثانية بين دول العالم في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي. وبحسب آخر إحصائيات نشرتها الرابطة الأمريكية لعلم النفس، فإن نحو 99.3% من النساء في مصر تعرضن للتحرش الجنسي. وتشتهر الأعياد في مصر بأنها "موسم التحرش"، حيث تنتشر الحوادث الفردية والجماعية في الشوارع، وتكثف الحركات المجتمعية التي تحارب تلك الظاهرة من وجودها في الشوارع، وتحاول تأمين النساء ومساعدتهن إذا تعرضن لأي انتهاك جنسي. ونشرت بعض الأبحاث الأمريكية وصفا للحالة النفسية السيئة التي تصيب الفتاة التي يتم التحرش بها، بعد تعرضها لاعتداء جنسي سواء كان لفظيا أو جسديا، حيث تشعر بمشاعر مختلفة، منها الصدمة والخوف والتوتر الشديد، وتنتابها حالة من الغضب والشعور بأنها تعرضت للخيانة والقهر والظلم، وفي بعض الحالات تشعر الفتاة بالخجل، وتحاول أن تخفي مشاعرها وتنفي تعرضها للتحرش أو الاعتداء. وبالإضافة لحالتها النفسية المرتبكة، تصيب الفتاة التي يتم التحرش بها بعض التغيرات الفيسيولوجية، منها الشعور بالصداع الشديد والفوبيا، وكذلك الاضطرابات في الجهاز الهضمي والأرق. وتختلف ردود أفعال النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي، فبعضهن تتعرض لصدمة ولا تحاول أن تدافع عن نفسها، وتشعر بالندم بعد ذلك لأنها لم تحمي نفسها. وأكدت أغلب الأبحاث العلمية التي اعتمداتها الرابطة الأمريكية لعلم النفس، أن مواجهة المتحرش هي الخطوة الأهم التي يجب أن تقوم بها المرأة بعد تعرضها للتحرش، لأن المتحرش بطبيعته "شخص ضعيف وجبان". ويأتي التأهيل النفسي للضحية بعد تعرضها للتحرش كخطوة رئيسية، تساعدها على التغلب على شعور الخوف والضعف. وطرحت الأبحاث طرقا جديدة للمرأة تساعدها على إخراج طاقة الغضب بداخلها، مثل كتابة رسالة للمتحرش، تحاول من خلالها وصف شعورها والتخلص من طاقتها السلبية. وتهتم أغلب دول العالم بمكافحة التحرش الجنسي، عن طريق سن قوانين صارمة تعاقب المتحرش. ويعتبر سن قانون ضد التحرش الجنسي في مصر الخطوة الأولى لحل المشكلة لكنها ليست الأخيرة، فتغيير ثقافة المجتمع المصري، ونظرته للمرأة على أنها مجرد أداة جنسية وكائن ضعيف، سيسهل تطبيق القانون لردع المتحرشين.