«أنا ربكم الأعلى.. أنتم كفرة».. كانت تلك آخر كلمات الشاب الثلاثينى لجيرانه قبل أن يلقى بنفسه من شرفة شقته بالطابق السادس بمنطقة الهرم، مساء أمس، ما أدى إلى مصرعه فى الحال. وعقب إلقاء نفسه بدقائق، ألقت زوجته بنفسها ولكنها سقطت على سيارة ميكروباص تصادف مرورها فى المكان ما أدى إلى إصابتها بكسر فى العمود الفقرى، وتم نقلها إلى مستشفى الهرم لتلقى الإسعافات الأولية. تلقت شرطة النجدة بلاغاً من أهالى شارع اللوتس المتفرع من شارع اللبينى بالهرم، بإلقاء شاب نفسه هو وزوجته من شرفة شقتهما بالطابق السادس، وعلى الفور، تم إخطار اللواء عصام سعد، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، وانتقل فريق من مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مكان الواقعة وتبين أن المتوفى يدعى «محمد فرغلى» 32 سنة، حاصل على بكالوريوس هندسة، يعانى من مرض نفسى خضع بسببه للعلاج منذ فترة، وأنه أقدم على الانتحار بعدما قال للجيران والمارة فى الشارع: «أنا ربكم الأعلى.. وأنتم كَفَرة»، وتبين أيضاً من خلال التحريات التى جرت بمعرفة اللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، أنه عقب إلقاء نفسه، أصيبت زوجته بحالة هياج وألقت بنفسها من شرفة الشقة، وسقطت على ميكروباص تصادف مروره، وأصيبت بكسر فى العمود الفقرى، وتم نقلها إلى مستشفى الهرم، وأثناء وجودها فى المستشفى قالت للعاملين: «ابعدوا عنى يا كفرة»، حسبما جاء على لسان العاملين فى المستشفى أثناء مناقشتهم فى محضر الشرطة. انتقلت «الوطن» إلى مكان الواقعة، وتبين أن العقار الذى شهد الحادث مكون من 11 طابقاً، وأن المنتحر يدعى «محمد» 32 سنة، يقيم فى شقة بالطابق السادس منذ 6 سنوات، ولديه محل بقالة «جملة»، ويقوم ببيع المواد الغذائية لأصحاب المحلات الصغيرة. القتيل مات فور سقوطه.. وكسر فى العمود الفقرى للزوجة.. والجيران: كان بيقول لنا «أنا ربكم الأعلى» وقال «أحمد حمدى» 25 سنة، عامل، أحد جيران المنتحر، إنه كان يعانى من حالة نفسية سيئة منذ عام، وبدأ فى توبيخ الجيران والمترددين على المنطقة، منذ قرابة 6 أشهر، وكان دائماً يردد عبارات لنا والمارة: «انتم كفرة.. انتم مش عارفين أنا مين.. أنا ربكم الأعلى». يضيف «أحمد» قائلاً: «طبعاً إحنا كنا بناخده على قد عقله.. وطالما مش بيتعرض لحد أو يشتم حد بنسيبه براحته، لحد يوم الواقعة، سمعنا صوت تكسير وصراخ فى شقته، حاولنا ندخل أنا وعدد من الجيران، مارضيش يفتح لينا الشقة، وبدأ يكسر فى العفش، وخرج فى شرفة الشقة وفضل تقريباً 3 ساعات يقول لينا (انتم كفرة.. أنا ربكم الأعلى.. هتروحوا النار).. وبعدها ألقى بنفسه، ومفيش ثوانى وزوجته ألقت بنفسها، وتوفى فور سقوطه، وزوجته تم نقلها إلى المستشفى». أما والد المنتحر قال فى محضر الشرطة: «إن ابنى كان يعانى من مرض نفسى منذ قرابة عام، وخضع للعلاج فى إحدى المصحات النفسية، بعدما تم نقله للإقامة فى مسقط رأسه بمدينة العياط، ولكنه عاد مرة أخرى إلى محل إقامته بالهرم». وأضاف «الأب»: «أنا ماكنتش أعرف حاجة فوجئت بعد صلاة العصر، حد من الجيران بيكلمنى فى التليفون وبيقول ليا ابنك مات.. محمد انتحر.. رحت بسرعة لقيته جثة غرقان فى دمه». عقب انتهاء قوات المباحث، تحت إشراف اللواء رضا العمدة، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، من استجواب عدد من الجيران، وأسرة المنتحر، وتفريغ كاميرات عدد من المحلات لمشاهدة تفاصيل انتحار الشاب، أمر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وانتقلت النيابة وناظرت جثة المنتحر، وقررت عرضها على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت استدعاء أسرة المنتحر لسماع أقوالها حول الواقعة، واستعلمت من المستشفى عن الحالة الصحية للزوجة لبيان ما إذا كانت حالتها تسمح باستجوابها من عدمه.