حالة من الاستنفار الأمنى شهدتها محافظة جنوبسيناء بعد حادث التفجير الذى شهدته مديرية أمن المحافظة الحدودية فى مدينة الطور صباح الاثنين الماضى، حيث انتشرت قوات الأمن من الشرطة والجيش داخل شوارع المدينة وأمام مبانيها الرئيسية، بداية من موقع الحادث الذى تمركزت أمامه مدرعتان للجيش وثالثة تابعة لوزارة الداخلية مدعومة بثلاثة تشكيلات أمن مركزى، كما تمركزت سيارتان (بوكس) بشارع الكورنيش، وثالثة أمام مسجد الفيروز فى وسط المدينة. وامتدت حالة الاستنفار الأمنى إلى المناطق والمدن السياحية داخل المحافظة، ففى مدينة شرم الشيخ شددت الكمائن الأمنية من إجراءاتها الاحترازية، وتفتيش جميع السيارات العامة والخاصة على مداخلها ووسط شوارعها الرئيسية ونفس حالة الطوارئ شهدتها مدينتا دهب وطابا حيث أرجع مصدر أمنى من داخل مديرية أمن جنوبسيناء حالة الاستنفار داخل هذه المناطق السياحية إلى ما أطلق عليه «الخوف والحذر» من أن يكون الانفجار الذى شهدته مديرية الأمن الموجودة فى مدينة الطور التى يطغى عليها الطابع السكنى أكثر من السياحى، محاولة من الجهاديين لتشتيت الجهد الأمنى داخل الطور، وإلهاء قوات الأمن داخلها بهدف تنفيذ عمليات أخرى داخل التجمعات السياحية. «الوضع مش مستحمل كوارث تانية، الحال واقف لوحده منذ أكثر من ثلاثة شهور» بهذه الكلمات تحدث سامح فتحى، مدير أحد البازارات السياحية بمدينة شرم الشيخ، المتخصصة فى بيع التماثيل الفرعونية وأوراق البردى، مثمناً التعزيزات الأمنية فى المناطق السياحية، لأنها تعطى السياح -حسبما يقول- إحساساً بالأمان والطمأنينة، وتسهم فى عودة السياحة إلى وضعها الطبيعى فى مصر. حالة الاستنفار انتقلت أيضاً إلى المستشفيات ومرفق الإسعاف داخل المحافظة كما يروى محمد صبرى أحد المسعفين، والذى يضيف أن التعليمات صدرت لهم بالاستعداد فى أى لحظة لاستقبال ونقل أى حالات إذا ما وقعت أى تفجيرات أخرى، لكنه يؤكد أن الوضع أصبح أكثر أمنا داخل المحافظة، خاصة داخل المناطق السياحية، بعد قيام قوات الشرطة، بمساعدة البدو، بتمشيط المنطقة بأكملها، لكن الخطورة ما زالت تكمن فى الطرق الصحراوية الوعرة، التى يصعب السيطرة عليها أمنيا. من جهة أخرى شهد الطريق الصحراوى من القاهرة مروراً بالسويس ووصولاً إلى مدينة شرم الشيخ، انتشاراً كبيراً لأكمنة الجيش والشرطة التى أخضعت جميع المركبات لعمليات تفتيش دقيقة، خاصة أثناء العبور من نفق الشهيد أحمد حمدى.