قالت مصادر أمنية رفيعة إن عملية تفجير مديرية أمن جنوبسيناء، والتى أسفرت عن استشهاد 4 وإصابة أكثر من 50 آخرين، تحمل بصمات تنظيم القاعدة ونفذت بنفس طريقة تفجير المنطقة العسكرية الثانية فى حضرموت باليمن، مؤكدة أن العملية تكشف مدى خطورة جبل الحلال، والذى أصبح نقطة انطلاق للجماعات الإرهابية. وأوضح مصدر سيادى، أن منفذى التفجيرات باليمن تخفوا فى زى الشرطة لدخول المنطقة العسكرية الثانية دون أن يشك فيهم أحد، بجانب أن السيارة المستخدمة كانت ملغمة بكميات كبيرة من المتفجرات، وهى نفس الطريقة التى استخدمت فى تفجير مديرية أمن جنوبسيناء، حيث أثبتت تحقيقات النيابة العامة أن انتحارياً تخفى فى زى الشرطة، ودخل فناء المديرية بسيارة تشبه سيارات الشرطة ملغومة ب200 كيلو جرام من مادة «التى إن تى» شديدة الانفجار. وأكد المصدر أن المعاينة الأولية كشفت عن وجود أشلاء وسط حطام السيارة المفخخة، مضيفاً أن نفس الأدوات المستخدمة فى التفجيرات تتشابه مع تفجيرات موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، لا سيما أن المتفجرات المستخدمة وُضع بداخلها «بلى» حديدى ليكون تأثير التفجيرات أقوى وهو نفس ما تم استخدامه فى تفجيرات موكب الوزير، الأمر الذى يؤكد، حسب كلام المصدر، أن الجماعة التى تطلق على نفسها اسم «جماعة أنصار بيت المقدس» هى من يقف وراء تلك العملية. وكشف المصدر أن طريقة التفجير واختيار التوقيت فى اليوم التالى لاحتفالات أكتوبر، يؤكد أن هناك تنظيمات دولية تخطط لتلك الجماعات الإرهابية، اختارت الموعد فى اليوم التالى ل6 أكتوبر لضمان استرخاء الأجهزة الأمنية، لاعتقادها أن مرور 6 أكتوبر يعنى فشل المخطط لشن هجمات انتحارية. واعتبر أن الهدف من تلك العملية، تشتيت الأجهزة الأمنية على أرض سيناء بالكامل، وتخفيف الضغط على الجماعات الإرهابية المتمركزة بالشمال ممن عجزوا عن الهرب للجنوب. إلى جانب ذلك، أمرت النيابة العامة، بجمع الأشلاء التى تم العثور عليها للانتحارى، وإرسالها إلى مشرحة مستشفى طور سيناء العام وأخذ عينات منها لإجراء تحليل ال«دى إن إيه»، للتعرف على هوية منفذ العملية. واستمعت النيابة لأقوال بعض شهود العيان من أفراد الشرطة والموظفين بالمديرية، وعدد من المصابين بمستشفى الطور، والذين أكدوا أن شخصاً يرتدى زى عقيد شرطة، ويستقل سيارة تشبه سيارات الشرطة، أوقف سيارته بساحة الانتظار على بعد 25 متراً من مدخل المبنى وعلى بعد 30 متراً من السور الرئيسى، وقام بالتحدث فى التليفون المحمول. وأكد مصدر أمنى بجنوبسيناء أنه عثر على النصف السفلى لجثة الانتحارى على هيئة أشلاء على بعد 300 متر من مكان الانفجار، ولفت المصدر أن خبراء المفرقعات الذين عاينوا مكان الانفجار لتحديد وزن كميات المتفجرات المستخدمة والتى أسفرت عن حفرة عمقها 6 أمتار، أكدوا أن المتفجرات، كانت موضوعة فى الصندوق الخلفى للسيارة، مشيراً إلى تحفظ الخبراء على حطام السيارة المفخخة لرفع رقم «الشاسيه» والتعرف على هوية صاحبها وأرقامها.