أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن الاتفاق الروسي الأمريكي على نزع السلاح الكيميائي السوري، كان "مبادرة استباقية" بالتوافق بين موسكوودمشق، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيجعل سوريا "أكثر اطمئنانا"، وذلك في مقابلة مع صحيفة حكومية نُشرت اليوم. وقال الأسد "بالحقيقة هذه المبادرة اتفق عليها بين سوريا وروسيا، وطرحتها روسيا بطريقة مختلفة"، مضيفا أن موافقة دمشق "لا علاقة لها بالتهديدات الأميريكية، إنما كانت مبادرة استباقية في جانب منها لتجنيب سوريا الحرب والمنطقة معها"، وذلك في حديث إلى صحيفة "تشرين" السورية، وكانت الولاياتالمتحدة لوحت بتوجيه ضربة عسكرية ردا على هجوم بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 أغسطس، نفى النظام السوري مسؤوليته عنه. ورأى الأسد أن "هذه التهديدات لم تكن مرتبطة عمليا بتسليم السلاح الكيميائي، بل كان التهديد هو ضربة عنوانها منع سوريا من استخدام السلاح مرة أخرى". وأشار الأسد إلى أن "المبادرة كانت مفاجأة للجانب الأميريكي"، قائلا أن وزير الخارجية الأميريكي جون كيري طرح في التاسع من سبتمبر "تسليم السلاح السوري خلال أسبوع، وكان يتوقع أن سوريا لن تستجيب، ففوجىء بالاستجابة التي تمت خلال ساعات". وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد ساعات من تصريح كيري، أن بلاده تقترح وضع الترسانة الكيميائية تحت إشراف دولي تمهيدا لتدميرها، وهو ما سارع وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الترحيب به أثناء تواجده في موسكو، وقال الأسد في مقابلته التي تأتي في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر 1973، "لا يمكن لدولة أن تفكر بموضوع كبير من هذا النوع خلال ساعة مثلا، والفريق السياسي كان موجودا في موسكو، هذا أكد أن الموضوع كان محضرا مسبقا، ولم يكن مطروحا من الولاياتالمتحدة"، إلا أن الأسد رأى في المبادرة خطوة تحسّن موقع سوريا وحلفائها في العالم. واعتبر الأسد أن "الجانب الأهم هو أن تكون الخريطة السياسية الموجودة في العالم، هي في خدمة المصالح السورية، والاستقرار في المنطقة". أضاف "كانت النتيجة أن استخدام هذه الورقة لتعزيز الموقف الروسي والصيني وموقف الدول الأخرى الداعمة لسوريا، يخدم بطريقة أخرى قوة الموقف السوري في مواجهته لهذه الأزمة"، وشدد على إنه "يمكننا القول بالعناوين العامة إننا سنستطيع أن نكون أكثر اطمئنانا الآن مقارنة بالظروف التي سبقت المبادرة الروسية". وبدأ مفتشو الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم، بتدمير الترسانة الكيميائية، بحسب ما أفاد به مصدر في الفريق.